الأدب العربى >> الشعر >> العصر الجاهلي >> النابغة الذبياني >> أبيات مفردة يجري بعضها مجرى المثل >>
قصائدالنابغة الذبياني
أبيات مفردة يجري بعضها مجرى المثل
النابغة الذبياني
- سألَتْني عن أُناسٍ هَلَكُوا،
- أكلَ الدّهْرُ علَيهمْ وشرِبْ
- بِعاري النّواهِقِ، صلتِ الجبينِ،
- يَسْتَنّ كالتّيسِ في الحُلّبِ
- متى تأتِهِ، تعشو إلى ضوءِ نارِهِ،
- تجدْ خيرَ نارٍ، عندَها خيرُ مُوقِدِ
- فأضْحَتْ، بعدَما فُصِلَتْ بدارٍ
- شَطُونٍ، لا تُعادُ ولا تَعُودُ
- حِباءُ شَقيقٍ فوقَ أحجارِ قَبرهِ،
- وما كان يُحبَى، قبلَه، قبرُ وافدِ
- بالدُّرّ والياقوتِ زَيّنَ نَحرَها،
- ومُفَصَّلٍ مِن لُؤلؤٍ وزَبَرْجَدِ
- إذا تَلقَهم لا تَلقَ للبيتِ عَورةً،
- ولا الجارَ محروماً، ولا الأمرَ ضائِعا
- صَبراً بَغيضَ بن ريثٍ، إنها رَحِمٌ،
- حُبْتُمْ بها فأناختكم بجعجاعِ
- يا مانعَ الضّيمِ أن يَغشَى سَراتَهُمُ،
- وحاملَ الإصرِ عنهم، بعدما غَرقوا
- إذا غَضبتْ لم يَشعُرِ الحيّ أنّها
- غَضُوبٌ، وإن نالتْ رِضًى لم تُزهزِقِ
- وعُرّيتُ مِن مالٍ وخيرٍ جَمَعْتُهُ،
- كما عُرّيتْ، ممّا تُمرّ، المغازِلُ
- الطّاعنُ الطّعنَة، يومَ الوغَى،
- يَنهلُ منها الأسَلُ النّاهِلُ
- جزى ربُّهُ عني عديّ بن حاتمٍ،
- جزاءَ الكِلابِ العاوياتِ، وقد فعل
- ظَلَلنْا ببَرقاءِ اللُّهيمِ، تلُفنّا
- قَبولٌ نَكادُ مِن ظِلالَتِها نُمسي
- إذا أنا لم أنْفَعْ خليلي بُودّهِ،
- فإنّ عَدوّي لا يَضُرّهمُ بغضي
- خيلٌ صيامٌ، وخيلٌ غيرُ صائمَةٍ،
- تحتَ العجاج، وأُخرى تعلُكُ اللُّجُما
- ألمِمْ برسمِ الطللِ الأقدَمِ،
- بجانِبِ السّكرانِ، فالأيهمِ
- تعدو الذّئابُ على مَن لا كلابِ لـه،
- وتَتّقي مَرْبضَ المُستَنفِرِ الحامي
- فلن أذكُرَ النّعمانَ إلاّ بصالِحٍ،
- فإنّ لـهُ عندي يُدِيّاً وأنعُماِ
المزيد...
العصور الأدبيه