الأدب العربى >> الشعر >> العصر الجاهلي >> النابغة الذبياني >> أمن ظلامة الدمن البوالي >>
قصائدالنابغة الذبياني
- أمِنْ ظَلاّمَةَ الدِّمَنُ البَوالي،
- بِمُرْفَضّ الحُبَيّ إلى وُعالِ
- فأمواهِ الدَّنا، فعُوَيْرِضاتٍ،
- دَوارِسَ بَعدَ أحيْاءٍ حِلالِ
- تَأبّدَ لا ترى إلاّ صُواراً
- بِمَرْقُومٍ، عليهِ العَهدُ، خالِ
- تَعاوَرَها السَّواري والغَوادي،
- وما تُذري الرّياحُ من الرّمالِ
- أثِيثٌ نَبْيُهُ، جَعْدٌ ثَراهُ،
- بهِ عُوذُ المَطافِلِ والمتاليْ
- يُكَشِّفْنَ الألاءَ، مُزَيَّناتٍ،
- بغابِ رُدَيْنَةَ السُّحْمِ، الطّوالِ
- كأنّ كُشُوحَهُنّ، مُبَطَّناتٍ
- إلى فوقِ الكُعُوبِ، بُرُودُ خالِ
- فلمّا أنّ رأيْتُ الدّارَ قَفْراً،
- وخالَفَ بالُ أهْلِ الدّارِ بالي
- نَهَضْتُ إلى عُذافِرَةٍ صَمُوتٍ،
- مُذَكَّرَةٍ، تَجِلّ عَنِ الكَلالِ
- فِداءٌ، لامرىءٍ سارتْ إلَيهِ
- بِعذرَةِ رَبّها، عمّي وخالي
- ومَن يَغرِفْ، من النّعمانِ، سَجْلاً،
- فليسَ كَمَنْ يُتَيَّهُ في الضّلالِ
- فإنْ كنتَ امرأً قد سؤتَ ظَنّاً
- بعَبْدِكَ، والخطُوبُ إلى تَبالِ
- فأرْسِلْ في بني ذبيانَ، فاسألْ،
- ولا تَعْجَلْ إليّ عَنِ السّؤالِ
- فلا عَمْرُ الذي أُثْني عَلَيهِ،
- وما رفَعَ الحَجيجُ إلى إلالِ
- لَماَ أغفَلْتُ شُكرَكَ، فانتصِحني،
- وكيفَ، ومِنْ عَطائِكَ جُلُّ مالي
- ولو كَفّي اليَمِينُ بَغَتْكَ خَوْناً،
- لأفْرَدْتُ اليَمِينَ مِنَ الشّمالِ
- ولكِنْ لا تُخانُ، الدّهرَ، عندي،
- وعندَ اللَّهِ تَجْزِيَةُ الرّجالِ
- لـه بَحْرٌ يُقَمِّصُ بالعَدَوْلي،
- وبالخُلُجِ المُحَمَّلَةِ، الثّقالِ
- مُضِرٌّ، بالقُصُورِ، يَذُودُ عَنها
- قراقيرَ النّبيطِ إلى التّلالِ
- وَهُوبٌ للمُخَيَّسَةِ النّواجي،
- علَيها القانِئَاتُ مِنَ الرّحالِ
المزيد...
العصور الأدبيه