الأدب العربى >> الشعر >> العصر الجاهلي >> النابغة الذبياني >> أهاجك من سعداك >>
قصائدالنابغة الذبياني
- اهاجَكَ، مِنُ سُعْداك، مَغنى المعاهدِ
- بروضَةِ نُعْمِيٍّ، فذاتِ الأساوِدِ
- تَعاوَرها الأرواحُ يَنسِفنَ تُرْبَها،
- وكلّ مُلِثٍّ ذي أهاضِيبَ، راعِدِ
- بها كُلّ ذَيّالٍ وخَنساءَ تَرْعَوي
- إلى كلّ رَجافٍ، من الرّملِ، فارِدِ
- عهِدْتُ بها سُعدى، وسُعدى غريرَةٌ
- عَرُوبٌ، تَهادى في جَوارٍ خرائِدِ
- لعمري، لَنِعْمَ الحيّ صَبّحَ سِرْبنَا
- وأبيْاتَنا، يوماً، بذاتِ المَراودِ
- يقُودُهُمُ النّعمانُ منُ بمُحصَفٍ،
- وكَيْدٍ يغُمّ الخارِجيَّ، مُناجِدِ
- وشيمَةِ لا وانٍ، ولا واهنِ القُوى،
- وَجَدٍّ، إذا خابَ المُفيدونَ، صاعدِ
- فآب بأبْكارٍ وعُونٍ عقَائِلٍ،
- أوانِسَ يَحمْيها امْرُؤٌ غيرُ زاهِدِ
- يُخَطّطْنَ بالعيدانِ في كلّ مَقْعَدٍ،
- ويخبَأنَ رُمّانَ الثُّدِيّ والنّواهِدِ
- ويضربْنَ بالأيْدي وراء بَراغِزٍ،
- حِسانِ الوُجوه، كالظّباءِ العواقِدِ
- غرائِرُ لم يَلْقَيْنَ بأساء قَبلَها،
- لدى ابنِ الجُلاحِ، ما يَثِقنَ بوافِدِ
- أصابَ نبي غَيظٍ، فأضحَوا عِبادَهُ،
- وجَلّلَها نُعْمَى على غيرِ واحِدِ
- فلا بُدّ من عوجاءَ تَهْوي براكِبٍ،
- إلى ابنِ الجُلاح، سيَرُها اللّيلَ قاصِدُ
- تَخُبّ إلى النّعمانِ، حتى تَنالَهُ،
- فِدىً لكَ من رَبٍّ طريفي، وتالِدي
- فسَكّنْتَ نَفسي، بعدما طارَ روحُها،
- وألبَستَني نُعْمَى، ولستُ بشاهِدِ
- وكنتُ امرأً لا أمدَحُ الدّهرَ سُوقَةً،
- فلَسْتُ، على خَيرٍ أتاك، بحاسِدِ
- سبَقْتَ الرّجالَ الباهِشيِنَ إلى العُلَى،
- كسَبقِ الجوادِ اصْطادَ قبل الطّوارِدِ
- علَوتَ مَعَدّاً نائِلاً ونِكايَةً،
- فأنتَ، لغَيثِ الحمدِ، أوّلُ رائِدِ
المزيد...
العصور الأدبيه