الأدب العربى >> الشعر >> العصر الجاهلي >> النابغة الذبياني >> بانت سعاد >>
قصائدالنابغة الذبياني
- بانَتْ سُعادُ، وأمْسَى حَبلُها انجذما،
- واحتَلّتِ الشَّرْعَ فالأجزاعَ من إضَما
- إحْدى بَلِيٍّ، وما هامَ الفُؤادُ بها،
- إلاّ السّفاهَ، وإلاّ ذِكْرَةً حُلمَا
- ليستْ منَ السّودِ أعقاباً إذا انصرفتْ،
- ولا تَبيعُ، بجَنْبَيْ نَخْلَةَ، البُرَمَا
- غَرّاءُ أكمَلُ مَنْ يَمشِي على قَدَم
- حُسْناً وأمْلَحُ مَن حاوَرْتَهُ الكَلِمَا
- قالت: أراكَ أخا رَحْلٍ وراحِلَةٍ،
- تَغشَى مَتالِفَ، لن يُنظِرْنك الـهرَمَا
- حَيّاكِ رَبّي، فإنّا لا يَحِلّ لَنا
- لَهْوُ النّساءِ، وإنّ الدِّينَ قد عزَمَا
- مُشَمّرينَ على خُوصٍ مُزَمَّمَةٍ،
- نرجو الإلـهَ، ونرجو البِرّ والطُّعَمَا
- هَلاّ سألْتِ بَني ذُبيانَ ما حَسَبي،
- إذا الدّخانُ تَغَشّى الأشمَطَ البَرما
- وهَبّتِ الرّيحُ مِنْ تِلقاءِ ذي أُرُلٍ،
- تُزجي مع اللّيلِ من صُرّادِها صِرَمَا
- صُهبَ الظّلالِ أتَينَ التّينَ عن عُرُضٍ
- يُزْجينُ غَيْماً قليلاً ماؤهُ شَبِمَا
- يُنْبِئْكِ ذو عرِضهِمْ عني وعالمهُم،
- وليسَ جاهلُ شيءٍ مثلَ مَن عَلِمَا
- إنّي أُتَمّمُ أيساري، وأمْنَحُهُمْ
- مَثنى الأيادي، وأكسو الجفنةَ الأدُمَا
- وأقطَعُ الخَرْقَ بالخَرْقاءِ، قد جعلتْ،
- بعدَ الكَلالِ، تَشكّى الأينَ والسّأمَا
- كادَتْ تُساقِطُني رَحلي وميثرَتي
- بذي المَجازِ، ولم تُحسِسْ به نَعَمَا
- من قولِ حرِمِيّةٍ قالتْ وقد ظَعَنوا:
- هل في مُحِفّيكُمُ من يَشتري أدَمَا
- قلتُ لـها، وهي تَسعَى تحتَ لَبّتِها:
- لا تَحْطِمَنّكِ؛ إنّ البَيعَ قد زَرِمَا
- باتَتْ ثَلاثَ لَيالٍ، ثمّ واحدَةً،
- بذي المَجازِ، تُراعي مَنزِلاً زِيَمَا
- فانشَقّ عنها عَمودُ الصّبح، جافِلَةً،
- عَدوَ النَّحوص تخافُ القانصَ اللَّحِما
- تَحيدُ عن أسْتَنٍ، سُودٍ أسافِلُهُ،
- مَشْيَ الإماءِ الغَوادي تحمِلُ الحُزما
- أو ذو وُشومٍ بحوضَى باتَ مُنكَرِساً،
- في ليلةٍ من جُمادى أخضَلتْ دِيَمَا
- باتَ بحِقْفٍ منَ البَقّارِ، يحفِزُهُ،
- إذا استَكَفّ قَليلاً، تُربُهُ انهدَمَا
- مُوَلّيَ الرّيحِ رَوقَيْهِ وجَبْهَتَهُ،
- كالـهِبْرَقيّ تَنَحّى يَنفُخُ الفَحَمَا
- حتى غَدا مثلَ نَصلِ السّيفِ منصَلتاً،
- يَقْرُو الأماعِزَ مِنْ لبنانَ والأكَمَا
المزيد...
العصور الأدبيه