الأدب العربى >> الشعر >> العصر الاسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> خَلِيلَيَّ، عَوْجا، نَسأَلِ اليَوْمَ مَنْزِلا >>
قصائدعمر ابن أبي ربيعة
خَلِيلَيَّ، عَوْجا، نَسأَلِ اليَوْمَ مَنْزِلا
عمر ابن أبي ربيعة
- خَلِيلَيَّ، عَوْجا، نَسأَلِ اليَوْمَ مَنْزِلا
- أَبَى بِکلْبِرَاقِ العُفْرِ أَنْ يَتَحَوَّلا
- بفرعِ النبيتِ، فالشرى خفّ أهله،
- وبدلَ أرواحاً جنوباً وشمالا
- ضرائرَ أوطنّ العراصَ، كأنما
- أَجَلْنَ عَلَى ما غَادَرَ الحَيُّ مُنْخُلا
- دِيَارَ الَّتي قَامَتْ إلى السَّجْفِ غُدْوَة ً،
- لِتَنْكَأَ قَلْباً كَانَ قِدْماً مُقَتَّلا
- أرادت، فلم تسطعْ كلاماً، فأومأتْ
- إليّ، ولم تأمنْ رسولاً فترسلا:
- بأن بتْ عسى أن يسترَ الليلُ مجلساً
- لَنَا، أَوْ تَنَامَ العَيْنُ عَنَّا فَتَغْفُلا
- فَوَطَّنْتُ نَفْسي لِلْمَبيتِ فَوَلَّجُوا
- ليَ الربضَ الاعلى مطياً وأرحلا
- وقالتْ لتربيها: اعلما أنّ زائراً،
- عَلَى رِقْبِة ٍ کتيكُما مُتَغَفِّلا
- فَقُولا لَهُ، إنْ جَاءَ: أَهْلاً وَمَرْحَباً،
- وَلينا لَهُ كَيْ يَطْمَئِنَّ وَسَهِّلا
- فراجعتاها: أن نعم، فتيممي
- لَنَا مَنْزِلاً عَنْ سَامِرِ الحَيِّ مَعْزِلا
- وَلاَ تَعْجَلي أَنْ تَهْدَأَ العَيْنُ، وَکتْرُكي
- رقيباً بأبوابِ البيوتِ موكلا
- فبتّث أفاتيها، فلا هيَ ترعوي
- لجودٍ، ولا تبدي إباءً، فتبخلا
- وأُكْرِمُها مِنْ أَنْ تَرَى بَعْضَ شِدَّة ٍ،
- وتبدي مواعيدَ المنى والتعللا
- فلم أرَ مأتياً يؤملُ بذله،
- إذا سئلتْ، أبدى إباءً، وأبخلا
- وأمنعَ للشيءِ الذي لا يضيرها،
- وأَسْبَى لِذي الحِلْمِ الَّذي قَدْ تَذَلَّلا
- إذا طمعتْ، عادتْ إلى غيرِ مطمعٍ
- بِجُودٍ، وَتأْبَى النَّفْسُ أَنْ تَتَحَلَّلا
المزيد...
العصور الأدبيه