الأدب العربى >> الشعر >> العصر الاسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> جرى ناصحٌ بالودّ بيني وبينها، >>
قصائدعمر ابن أبي ربيعة
- جرى ناصحٌ بالودّ بيني وبينها،
- فقرني يومَ الحصابِ إلى قتلي
- فطارت بحد من قؤادي، وقارنتْ
- قَرِيبَتُها حَبْلَ الصفاءِ إلَى حَبْلي
- فما انسَ ملأشياءِ لا أنسَ موقفي،
- وموقفها يوماً بقارعة ِ النخلِ
- فلما توافقنا عرفتُ الذي بها،
- كَمِثْلِ الَّذي بي حَذْوَكَ النَّعْلَ بکلنَّعْلِ
- فعاجتْ بأمثالِ الظباءِ نواعمٍ،
- إلى موقفٍ بين الحجونِ إلى النخل
- فقالت لأترابٍ لها شبهِ الدمى ،
- أَطَلْنَ التَّمَنّي والوُقُوفَ عَلَى شُغْلي
- وقالتْ لهنّ: ارجعنَ شيئاً، لعلنا
- نعاتبُ هذا، أو يراجعَ في وصل
- فَقُلْنَ لَها: هذا عِشاءٌ، وأَهْلُنا
- قَريبٌ، أَلمّا تَسْأَمي مَرْكبَ البَغْلِ؟
- فقالت: فما شئتنّ، قلنَ لها: انزلي،
- فللأرضُ خيرٌ من وقوفٍ على رحل
- وَقُمْنَ إلَيْها، كَکلدُّمَى ، فَکكْتَنَفْنَها
- وَكُلٌّ يُفَدي بِکلمَوَدَّة ِ وَالأَهْلِ
- نُجومٌ دَرارِيٌّ تَكَنَّفْنَ صُورَة ً
- من البدر وافت، غيرُ هوجٍ ولا نكل
- فَسَلَّمْتُ وکسْتَأْنَسْتُ خَيْفَة َ أَنْ يَرَى
- عدوّ مكاني أو يرى كاشحٌ فعلي
- فقالت، وأرختْ جانبَ الستر: إنما
- مَعي فَتَحَدَّثْ غَيْرَ ذي رِقْبَة ٍ أَهْلي
- فقلتُ لها: ما بي لهم من ترقبٍ،
- وَلَكِنَّ سِرّي لَيْسَ يَحْمِلُهُ مِثْلي
- فَلَمَّا کقْتَصَرْنا دُونَهُنَّ حَدِيثَنا،
- وَهُنَّ طَبيبات بِحَاجَة ِ ذي التَّبْلِ
- عَرَفْنَ الَّذي تَهْوَى ، فَقُلْنَ لَها: کئْذَني
- نطفْ ساعة ً في طيبِ ليلٍ وفي سهل
- فقالت: فلا تلبثنَ، قلنَ، تحدثي،
- اتيناكِ، وانسبنَ انسيابَ مها الرمل
- فقمنَ، وقد أفهمنَ ذا اللبِّ أنما
- فَعَلْنَ الَّذي يَفْعَلْنَ في ذَاكَ مِنْ أَجْلي
- وباتتْ تمجُّ المسكَ في فيَّ غادة ٌ،
- بعيدة ُ مهوى القرطِ صامتة ُ الحجل
- تقلبُ عيني ظبية ٍ ترتعي الخلى ،
- وتحنو على رخصِ الشوى أغيدٍ طفل
- وَتَفْتَرُّ عَنْ كکلأُقْحُوَانِ بِرَوْضَة ٍ
- جلتهُ الصبا والمستهلُّ من الوبل
- أَهِيمُ بِهَا: في كُلِّ مُمسًى وَمُصْبَحٍ،
- وأُكْثِرُ دَعْواها إذا خَدِرَتْ رِجْلي
المزيد...
العصور الأدبيه