الأدب العربى >> الشعر >> العصر الاسلامي >> جميل بثينة >> ألم تسألِ الرّبعَ الخلاءَ فينطقُ، >>
قصائدجميل بثينة
ألم تسألِ الرّبعَ الخلاءَ فينطقُ،
جميل بثينة
- ألم تسألِ الرّبعَ الخلاءَ فينطقُ،
- وهل تخبرنكَ اليومَ بيداءُ سملقُ؟
- وقفتُ بها حتى تجلتْ عمايتي
- وملّ الوقوفَ الأرحبيُّ المنوّقُ
- بمختَلفِ الأرواحِ، بين سُوَيْقَة ٍ
- وأحدبَ، كادت بعد عهدكَ تخلقُ
- أضَرّتْ بها النّكباءُ كلَّ عشيّة ٍ،
- ونفخُ الصبا، والوابلُ المتبعّقُ
- وقال خليلي: إنّ ذا لَصَبابَة ٌ،
- ألا تَزجُر القلبَ اللّجوجَ فيُلحَق؟
- تعزَّ، وإنْ كانتْ عليكَ كريمة ً،
- لعلَّكَ من رِقّ، لبَثْنَة َ، تَعتِقُ
- فقلتُ له: إنّ البِعادَ لَشائقي،
- وبعضُ بِعادِ البَينِ والنّأي أشْوَق
- لعلّكَ محزونٌ، ومُبدٍ صَبابَة ً،
- ومظهرُ شكوى من أناسٍ تفرّقوا
- وما يبتغي منّي عداة ٌ تعاقدوا،
- ومن جلدِ جاموسٍ سمينٍ مطرّقِ
- وأبيضَ من ماءِ الحَديدِ مُهنّدٍ،
- له بعد إخلاص الضريبة ِ رونقُ
- إذا ما علتْ نَشْزاً تمُدّ زِمامَها،
- كما امتدّ جلدُ الأصلف المترقرق
- وبيضٍ غريراتٍ تثنّي خصورها،
- إذا قمنَ، أعجازٌ ثقالٌ وأسوقُ
- غَرائِرَ، لم يَعرِفنَ بؤسَ معيشة ٍ،
- يُجَنّ بهنّ الناظِرُ المُتَنَوِّق
- وغَلغَلتُ من وجدٍ إليهنّ، بعدما
- سريتُ، وأحشائي من الخوفِ تخفقُ
- معي صارمٌ قد أخلص القَينُ صقلَهُ،
- له، حين أُغشِيهِ الضريبة َ، رَونق
- فلولا احتيالي، ضِقْن ذَرعاً بزائرٍ،
- به من صَباباتٍ إليهنّ أولَق
- تَسُوكُ بقُضبانِ الأراكِ مُفَلَّجاً،
- يُشَعْشَعُ فيه الفارسيُّ المُرَوَّق
- أبثنة ُ، للوصلُ، الذي كان بيننا،
- نضَا مثلما يَنضو الخِضابُ، فيَخلُق
- أبثنة ُ، ما تنأينَ إلاّ كأنّني
- بنجم الثريّا، ما نأيتِ، معلّقُ
المزيد...
العصور الأدبيه