الأدب العربى >> الشعر >> العصر الاسلامي >> جميل بثينة >> أتانيَ عن مَروانَ، بالغَيبِ أنّه >>
قصائدجميل بثينة
أتانيَ عن مَروانَ، بالغَيبِ أنّه
جميل بثينة
- أتانيَ عن مَروانَ، بالغَيبِ أنّه
- مُقيِّدٌ دمِي، أو قاطِعٌ من لِسانيا
- ففي العِيسِ منجاة ٌ وفي الأرضِ مذهَبٌ
- إذا نحنُ رفعنا لهنّ المثانيا
- وردّ الهوى اثنانُ، حتى استفزني،
- من الحبِّ، مَعطوفُ الهوى من بلاديا
- أقولُ لداعي الحبّ ، والحجرُ بيننا،
- ووادي القُرى : لَبّيك! لمّا دعانيا
- وعاودتُ من خِلّ قديمٍ صبابتي،
- وأظهرتُ من وجْدي الذي كان خافيا
- وقالوا: بهِ داءٌ عَياءٌ أصابه،
- وقد علمتْ نفسي مكانَ دوائيا
- أمضروبة ٌ ليلى على أن أزورَها،
- ومتخذٌ ذنباً لها أن ترانيا؟
- هي السّحرُ، إلاّ أنّ للسحرِ رُقْية ً،
- وإنيَ لا ألفي لها، الدهرَ ، راقيا
- أُحِبّ الأيامَى ، إذ بُثينة ُ أيّمٌ،
- وأحببتُ، لما أن غنيتِ ، الغوانيا
- أُحِبّ من الأسماءِ ما وافَقَ اسمَها،
- وأشبههُ، أو كانَ منه مدانيا
- وددتُ ، على حبِّ الحياة ِ، لو أنها
- يزاد لها، في عمرها ، من حياتنا
- وأخبرتماني أنّ تَيْمَاءَ مَنْزِلٌ
- لليلى ، إذا ما الصيفُ ألقى المراسيا
- فهذي شُهور الصيفِ عنّا قد انقضَتْ،
- فما للنوى ترمي بليلى المراميا؟
- وأنتِ التي إن شئتِ أشقيتِ عيشتي،
- وإنْ شئتِ، بعد الله، أنعمتِ بالِيا
- وأنتِ التي ما من صديقٍ ولا عداً
- يرى نِضْوَ ما أبقيتِ، إلاّ رثى ليا
- ومازلتِ بي، يا بثنَ، حتى لوانني،
- من الوجدِ أستبكي الحمامَ ، بكى ليا
- إذا خدرتْ رجلي، وقيل شفاؤها
- دُعاءُ حبيبٍ، كنتِ أنتِ دُعائِيا
- إذا ما لَدِيغٌ أبرأ الحَلْيُ داءهُ،
- فحليكِ أمسى ، يا بثينة ُ ، دائيا
- وما أحدَثَ النأيُ المفرِّقُ بيننا
- سلواً ، ولا طولُ اجتماعٍ تقاليا
- ولا زادني الواشونَ إلاّ صبَابة ً،
- ولا كثرة ُ الواشينَ إلاّ تماديا
- ألم تعلمي يا عذبة َ الريق أنني
- أظلُّ ، إذا لم ألقَ وجهكِ ، صاديا؟
- لقد خِفْتُ أن ألقَى المنيّة َ بَغتَة ً،
- وفي النفسِ حاجاتٌ إليكِ كما هيا
- وإني لينسيني لقاؤكِ، كلما
- لقِيتُكِ يوماً، أن أبُثّكِ ما بِيا
المزيد...
العصور الأدبيه