الأدب العربى >> الشعر >> العصر الاسلامي >> جميل بثينة >> أغادٍ، أخي، من آلِ سلمى ، فمبكرُ؟ >>
قصائدجميل بثينة
أغادٍ، أخي، من آلِ سلمى ، فمبكرُ؟
جميل بثينة
- أغادٍ، أخي، من آلِ سلمى ، فمبكرُ؟
- أبنْ لي: أغادٍ أنت، أم متهجّرُ؟
- فإنك، إن لا تَقضِني ثِنْيَ ساعة ٍ،
- فكلُّ امرىء ٍ ذي حاجة ٍ متيسّرُ
- فإن كنتَ قد وطنتَ نفساً بحبها،
- فعند ذوي الأهواء وردٌ ومصدرُ
- وآخرُ عهدٍ لي بها يومَ ودعتْ،
- ولاحَ لها خدٌّ مليحٌ ومحجرُ
- عشية َ قالت: لا تضيعنّ سرّنا،
- إذا غبتَ عنا، وارعهُ حين تدبرُ
- وطَرفَكَ، إمّا جِئتنا، فاحفَظنّهُ،
- فذَيْعُ الهوى بادٍ لمن يتبصّر
- وأعرضْ إذا لاقيتَ عيناً تخافها،
- وظاهرْ ببغضٍ، إنّ ذلك أسترُ
- فإِنَّكَ إِنْ عَرَّضْتَ فِينا مَقَالَة ً
- يَزِدْ، في الَّذِي قَدْ قُلْتَ، واشٍ ويُكْثِر
- وينشرُ سرّاً في الصديقِ وغيره،
- يعزُّ علينا نشرهُ حين ينشرُ
- فما زِلتَ في إعمال طَرفِكَ نحونا،
- إذا جئتَ، حتى كاد حبّكَ يظهرُ
- لأهليَ، حتى لامني كلُّ ناصِحٍ،
- وإني لأعصي نَهيهمْ حين أُزجَر
- وما قلتُ هذا، فاعلَمنّ، تجنّباً
- لصرمٍ، ولا هذا بنا عنكَ يقصرُ
- ولكنّني، أهلي فداؤك، أتّقي
- عليك عيونَ الكاشِحين، وأحذَر
- وأخشى بني عمّي عليك، وإنّما
- يخافُ ويتقي عرضهُ المتفكرُ
- وأنت امرؤ من أهل نجدٍ، وأهلُنا
- تَهامٍ، فما النجديّ والمتغوّر!
- غريبٌ، إذا ما جئتَ طالبَ حاجة ٍ،
- وحوليَ أعداءٌ، وأنتَ مُشهَّر
- وقد حدّثوا أنّا التقَينا على هَوى ً،
- فكُلّهمُ من حَملِه الغيظَ مُوقَر
- فقلتُ لها: يا بثنَ، أوصيتِ حافظاً،
- وكلُّ امرىء ٍ ، لم يرعهُ الله، معورُ
- فإن تكُ أُمُّ الجَهم تَشكي مَلامَة ً
- إليّ، فما ألقَى من اللومِ أكْثَر
- سأمنَحُ طَرفي، حين ألقاكِ، غيرَكم،
- لكيما يروا أنّ الهوى حيث أنظر
- أقلّبُ طرفي في السماءِ، لعله
- يوافقُ طَرفي طَرفَكُمْ حين يَنظُر
- وأكني بأسماءٍ سواكِ، وأتقي
- زِيارَتَكُمْ، والحُبّ لا يتغيّرُ
- فكم قد رأينا واجِداً بحبيبة ٍ،
- إذا خافَ، يُبدي بُغضَهُ حين يظهر
المزيد...
العصور الأدبيه