الأدب العربى >> الشعر >> العصر الاسلامي >> جميل بثينة >> ألا من لقلبٍ لا يمَلّ فيَذهَلُ، >>
قصائدجميل بثينة
ألا من لقلبٍ لا يمَلّ فيَذهَلُ،
جميل بثينة
- ألا من لقلبٍ لا يمَلّ فيَذهَلُ،
- أفقْ، فالتعزي عن بثينة َ، أجملُ
- سلا كلٌّ ذي ودٍ، علمتُ مكانهّ،
- وأنتَ بها حتى المماتِ موكلُ
- فما هكذا أحببتَ من كان قبلها،
- ولا هكذا، فيما مضى ، كنتَ تفعلُ
- أعن ظُعُنِ الحيِّ الأُلى كنتَ تسألُ،
- بليلٍ، فردوا عيرهمَ، وتحملوا
- فأمسوا وهم أهلُ الديار، وأصبحوا،
- ومن أهلِها الغِربانُ بالدارِ تَحجِل
- على حين ولّى الأمرُ عنّا، وأسمَحتْ
- عصا البينِ، وانبتّ الرجاءُ المؤمَّل
- وقد أبقت الأيامُ منيّ، على العدى ،
- حُساماً، إذا مسَّ الضريبة َ، يَفصِل
- ولستُ كمن إن سِيمَ ضَيماً أطاعَهُ،
- ولا كامرىء ٍ، إن عضّهُ الدهرُ يَنكُل
- لعمري، لقد أبدى ليَ البينُ صَفحَهُ،
- وبيّنَ لي ما شئت، لو كنتُ أعقِل
- وآخرُ عهدي، من بثينَة نظرة ٌ،
- على مَوقِفٍ، كادت من البَينِ تقتلُ
- فللهِ عينا من رأى مثل حاجة ٍ،
- كتَمتُكِها، والنفسُ منها تَمَلمَلُ
- وإني لأستبكي، إذا ذُكِر الهوى ،
- إليكِ، وإني، من هواكِ، لأوجِل
- نظرتُ ببِشرٍ نظرة ً ظَلْتُ أمْتري
- بها عَبرة ً، والعينُ بالدمعِ تُكحَل
- إذا ما كَررتُ الطرفَ نحوكِ ردّه،
- من البُعدِ، فيّاضٌ من الدمعِ يَهمِل
- فيا قلبُ، دع ذكرى بثينة َ إنها،
- وإن كنتَ تهواها، تَضَنّ وتَبخَل
- قناة ٌ من المُرّان ما فوقَ حَقْوِها،
- وما تحتَه منها نَقاً يَتهيّل
- وقد أيأستْ من نيلها، وتجهمتْ،
- ولَليأسُ، إن لم يُقدَر النّيْلُ، أمثَل
- وإلاّ فسلها نائلاً قبلَ بينها،
- وأبخِلْ بها مسؤولة ً حين تُسأل
- وكيف تُرجّي وصلَها، بعد بُعدِها،
- وقد جذُّ حبلُ الوصلِ ممن تؤملُ
- وإنّ التي أحببتَ قد حِيلَ دونَها،
- فكن حازماً، والحازِمُ المُتحوِّل
- ففي اليأسِ ما يُسلي، وفي الناس خُلّة ٌ،
- وفي الأرضِ، عمنّ لا يؤاتيكَ، معزلُ
- بدا كلفٌ مني بها، فتثاقلت،
- وما لا يُرى من غائبِ الوجدِ أفضَل
- هبيني بريئاً نلتهُ بظلامة ٍ،
- عفاها لكمُ، أو مذنباً يتنصلُ
المزيد...
العصور الأدبيه