الأدب العربى >> الشعر >> العصر الاسلامي >> جرير >> ألَمّ خَيالٌ هَاجَ وَقْراً على وقْرِ، >>
قصائدجرير
ألَمّ خَيالٌ هَاجَ وَقْراً على وقْرِ،
جرير
- ألَمّ خَيالٌ هَاجَ وَقْراً على وقْرِ،
- فقُلْتُ: ما حَيّيْتُمُ زَائَرَ السَّفْرِ
- بِأنّ ضَمِيرَ القَلْبِ قَدْ شَفّهُ الهوى َ
- و خالطَ هماً قدْ تضمنهُ صدري
- و نحنُ لدى أعضادِ خوصٍ مناخة ٍ
- أصابَ عظاماً منْ أخشتها المبرى
- رفعتُ ذميلاً ناقتني فكأنما
- رفعتُ على موجٍ عدولية ٍ تجري
- وَإمّا غُرَيْرِيٌّ، فَيا لَكَ مِنْ نَجرِ
- مُخرَّجَة ٌ رَاحَتْ إلى أفْرُخٍ زُعْرِ
- نِجارَانِ: إمّا شَدْقَميٌّ نِجارُها،
- كَما اختارَ رَامٍ مِنْ هُذَيْلٍ قياسَهُ
- براهنَّ منْ نبعِ وعطفَ ما يبرى
- إذا عُمْنَ عَوْماً في الأزِمّة ِ شُبّهَتْ
- تقلبَ حياتٍ على ساحل غمرِ
- تنظرتَ منظوراً ليزجرَ قومهُ
- فقد عذرتني في انتظارهم عذري
- و قدْ شقيتْ تيمٌ بامرِ غويها
- و قالَ لتيمْ قدْ أمرتكمُ أمري
- أتَغْتَرّ تَيْمٌ بِالرّجِيمَة ِ وَابْنِهَا،
- كما اغترَّ كعبٌ بالملمعة القفرْ
- فَقُلْتُ لَهُمْ: يا تَيمُ! مَهلاً فطالما
- أصختمَ وزدتمْ للهوانِ على َ الصبرِ
- إذا سمعتْ مني حويزة ُ زارة ً
- تحوزَ داءٌ في حواياهمُ الأدرِ
- لقد عجبتْ قيسٌ وبكر بنُ وائلٍ
- و قالتْ تميمٌ فيم تيمٌ منَ الفخرِ
- فَلَوْ غَيرُ تَيْمٍ يَفخَرُونَ عَذَرْتهُم
- أتعيمُ، ابنَ تَيمِ اللّؤمِ، يا سَوأة َ الدهرِ
- أتَفْخَرُ تَيمٌ بالضّلالِ وَلم يَكُنْ
- لهمْ حسبٌ ذاكٍ ولا عددٌ مثرْ
- فَمَا فَخَرَتْ تَيْمٌ بِيَوْمِ عَظِيمَة ٍ،
- و لا قبضوا إلاَّ بخالفة ٍ صفرِ
- بني التيمِ ما للؤمِ معدى وراءكمْ
- ولا عَنكُمُ يا تَيْمُ للّؤمِ من قَصْرِ
- كَسَا اللّؤمُ تَيْماً خُضرَة ً في وُجوهها
- فيا خزي تيمٍ منْ سرابيلها الخضرِ
- وَلوْ تَستَعِفُّ التّيمُ أوْ تُحسِنُ القِرى َ
- و لكنَّ تيماً لا تعفُّ ولا تقرى
- فمنْ يكَ يستغني ويغبطُ بالغنى
- فَما لابنِ تَيْمٍ من فَعالٍ وَلا وَفْرِ
- و لوْ يدفنُ التيميُّ ثمَّ دعوتهُ
- إلى فَضْلِ زَادٍ جاء يَسعى َ من القَبْرِ
- وَلوْ شئتُ غمّ التّيمَ عَمْرٌو وَمَالِكٌ
- و طمَّ عليهمْ قمقمانٌ منَ البحر
- وَلَمْ تَدْرِ تَيْمٌ ما الأعِنّة ُ وَالقَنَا،
- وَلمْ تَدْرِ تَيْمٌ ما الوِرَادُ من الشُّقْرِ
- تفضلُ تيمٌ في البرادِ ولا يرى
- فوارسُ تيمٍ معلينَ على َ الثغرِ
- و لا يحتبي التيميُّ قدامَ بيتهِ
- وَلا يَسْتُرُ التّيْميُّ إلاّ القِدْرِ
- و ألفيتُ تيماً لمْ أجدْ حسباً لهمْ
- و عددتُ سعداً والقبائلَ منْ عمرو
- و قد عمرتْ تيمٌ زماناً وما يرى
- لنِسوَة ِ تَيْمٍ مِن حِفافٍ وَلا خِدْرِ
- أتَهجُونَ يَرْبُوعاً وَقَد رَدّ سَيْبَكُمْ
- فوارسهمْ والبيضُ يلونَ بالخمرِ
- خَدَمْنَ بَني غَيظ بنِ مُرّة َ بَعدَمَا
- خَدَمن النّشَاوَى شُرُوبِ بني بدرِ
- لقدْ أعتقتكمْ يا بنَ تيمٍ رماحنا
- و ذبيانُ تقضيكَ الغريمَ منَ البكرِ
- إذا استبأوا خمراً نقلتمْ زقاقهمْ
- إلَيهِمْ وَلا يَسقُونَ تَيماً من الخمرِ
- وفنا عليكمْ بالعناجيجِ والقنا
- و أعناقُ تيمٍ في خماسية ٍ سمرِ
- وَمَنّتْ عَلى تَيْمٍ تَميمٌ بِنعْمَة ٍ،
- وَمَا عِندَ تَيْمٍ مِنْ وَفَاء وَلا شُكْرِ
- و آية ُ لؤمِ التيمِ أنْ لو عددتمُ
- أصابعَ تيمى ٍ نقضَ منَ العشرِ
- فَمَا أوْقَدُوا نَاراً وَلا دَلّ سارِياً
- عَلى حَيّ تَيْمٍ مِنْ صَهِيلٍ وَلا هَدْرِ
- بنو التيمِ لم يرضوا قديمَ أبيهمْ
- فنادوا بتيمْ منْ يبادلُ أو يشري
- وَأكْرَمَ منْ تَيْمٍ أباً قَدْ رَمَيْتُهُ
- بِبَاينَة ِ العَظْمَينِ غائرَة ِ السَّبْرِ
- وَنُبّئْتُ تَيماً قَدْ هَجَوْني ليُذكَرُوا
- فهذا الذي لا يشتهونَ منَ الذكرِ
- لَقُوا وَابِلاً فِيهِ الصّوَاعِقُ تَرْتَمي
- أوَاذِيُّهُ تَرْمي الجَنَاحَينِ بالصّخْرِ
المزيد...
العصور الأدبيه