الأدب العربى >> الشعر >> العصر الاسلامي >> النابغة الشيباني >> ما الناس إلا في رماقٍ وصالح >>
قصائدالنابغة الشيباني
- ما الناس إلا في رماقٍ وصالح
- وما الدهر إلا خلفة ٌ ودهور
- مراتب أما البؤس منها فزائلٌ
- وكل نعيمٍ في الحياة غرور
- هو الشَرُّ لا يَبْقى ، ولا الخيرُ دائمٌ
- وكلُّ زَمانٍ بالرِّجالِ عَثُورُ
- متى يختلف يومٌ عليك وليلة ٌ
- يَلُحْ منهما في عارِضَيْكَ قَتيرُ
- جديدانِ يَبْلى فيهما كلُّ صالحٍ
- حثيثان هذا رائحٌ وبكور
- وأَعْلمُ أَنْ لا شَيْءَ يَبْقى مُؤمَّلاً
- خلا أَنَّ وجهَ اللهِ ليس يَبورُ
- وما الناس في الأعمال إلا كبالغ
- يبني ، ومنبت النياط حسير
- فمستلبٌ منه رياشٌ ومكتسٍ
- وعارٍ ، ومنهم مترب وفقير
- وباكٍ شجاً، وضاحكٌ عِنْدَ بَهْجَة ٍ
- وآخر معطى ً صحة ً ، وضرير
- وكل امرئٍ إن صح أو طال عمره
- إلى ميتة ٍ لابد سوف يصير
- يُؤمِّلُ في الأيّام ما ليس مُدرِكاً
- وليس له من أن ينال خفير
- وإنَّ نماءَ الناس شَتّى وزَرْعُهمْ
- كنبْتٍ، فمنهُ طائلٌ وَشَكيرُ
- فَأَحْكَمَني أنْ أَقْرَبَ الجهل عِبْرة ً
- ليالٍ وأيامٌ مضت وشهور
- أُضاحكُ أعدائي وآدو لِسُخطِهِمْ
- وغُرٍّ كرامٍ مُحَصناتٍ يقودُها
- كما ربما حاولت أمراً بغيره
- فأَدْرَكْتُهُ وذو الحِفاظِ وَقورُ
- وأكل لئام الناس لحمي وقرصهم
- ونجواهم خطبٌ علي يسير
- فأَنَّ امرَءاً أبدى الشَّناءة َ وجْهُهُ
- فإنّي بعوْراتِ العدوِّ بَصيرُ
- رَمَيْتُ فأقصْدتُ الذي يَسْتَنيصُني
- بغر أبرت ما تزال تعبر
- وأعلم لحن القول من كل كاشح
- وإنّي بما في نفسِهِ لخبيرُ
- ألا رب ناهٍ عن أمورٍ وإنه
- بأيِّ أُمورٍ مثلِها لَجَدير
- وما الناس في الأخلاق إى غرائزٌ
- كما الشعر منه مصلدٌ وغزير
- لمنكح لؤمٍ ضيعة ٌ ومهور
- وضرُّكَ من عاديتَ أَمْرُ قِواية ٍ
- وحزمٍ ، وضر الأقربين فجور
- وقيلُكَ قد أبصرتُ شيئاً جَهِلْتَهُ
- الذي حنقٍ عند الحمية بر
- وكيف تُسِرّ الفخرَ في غير كنههِ
- وفي أنفس الأقوامِ أنتَ حقيرُ
- وكائن ترى من كامل العقل يزدرى
- ومن ناقصِ المعقولِ وَهْو جَهيرُ
- ومنهم قصيرٌ رامَ مَجْداً فنالَهُ
- وآخرُ هَيْقٌ في الحِفاظ قصيرُ
- ومن طالبٍ حَقّاً بِفُحْشٍ يفوتُهُ
- ومدركه بالحق وهو ستير
- ومُنتحلٍ شِعْراً، سِواهُ يقولُهُ
- وقائل شعرٍ لا يكاد يسير
- وَقَدْ يَصْبِرُ المِهْلاعُ لا بدَّ مَرّة ً
- ويَجْزَعُ صُلْبُ العودِ وهو صَبورُ
- وإني لأبري العيس حتى كأنها
- مِنَ الجَهْدِ من طَيِّ التَّنائفِ عُورُ
- وأكتُمُ سِرَّ النفسِ حتّى أُميتَهُ
- ولَيْسَ لِمَنْ يُحيي السريرَ ضميرُ
المزيد...
العصور الأدبيه