الأدب العربى >> الشعر >> العصر الاسلامي >> النابغة الشيباني >> ألا طرقتنا بالقرينين موهناً >>
قصائدالنابغة الشيباني
- ألا طرقتنا بالقرينين موهناً
- وقد حل في عيني من سنتي غمضي
- سليمى فشاقتني وهاجت صبابتي
- بطرفٍ لها ساجٍ وذي أشرٍ بض
- كأن على أنيابها بعد هجعة ٍ
- ضبابة ُ ماءِ الثلجِ بالعَسَلِ الغضِّ
- فلما عرتنا ينفح المسك جيبها
- إذا نهضت كادت تميل من النهض
- عرضت عليها أن تجد وصالنا
- وأن تبذل المعروف لو قبلت عرضي
- وقلت لها : كيف ادكاري غريرة ً
- مبتلة ً هيفاء لم تقضي قرضي
- لها عَمَلٌ لم تجنِ فيهِ خطيئة ً
- تقاضى به أديانها ثم لا تقضي
- فلمّا دنا منها بتاتٌ وأصبحتْ
- بعيدا، ولم تحلُلْ سمائي ولا أرضي
- فقلتُ لمنْ ينهى عن الودِّ أهلَهُ
- أعاذلُ أفشي كُلَّ لومكِ أو غُضّي
- إذا أنا لم أنفع صديقي بوده
- فإنَّ عدوّي لم يضرَّهُمُ بُغضي
- ألينُ لمنْ صادقتُ منْ حسنِ شيمتي
- وأكحل من عاديت بالكحل المض
- وليس ذَوو الأَضغانِ في كلِّ كُرْبة ٍ
- يُطيعونَ إبْرامي الأمورَ ولا نقضي
- وإني لصبارٌ إذا خشي الردى
- ولم يبقَ إلاّ كلُّ ذي حَسَبٍ مَحْضِ
- وأضرب رأس الكبش بالسيف في الوغى
- إذا ما اعتصوا بالبيضِ بعد قناً رُفْضِ
- وأكشِفُ عن صحبي غَما الخوفِ والرّدى
- إذا ندبت خيل الطليعة للنفض
- على كل موارٍ برجع نسوره
- يَرُضُّ الحصى رَضّاً جميعاً مع القَضِّ
- وما عز أقوامي تلادي وطاوفي
- من المال في حق وقيت به عرضي
- وأَقْتُلُ جَهْلَ المرءِ بالحِلْمِ والتقى
- وإنْ رامَ قرضي حالَ من دونِه قرْضي
- وأشْدَخُ هاماتِ الأعادي بِوطْأتي
- ولستُ عن الأوتار ما عِشتُ بالمُفضي
- وأحلُمُ في شِعْري فلا أَنطقُ الخَنا
- ويدرأ عني شعر ذي الحرة العض
- من الشِّعر سُمٌّ يقتُلُ المرءَ طعمُهُ
- كما تقتل الصم الأساود بالعض
- ومنهُ غُثاءٌ لا يُفارقُ أهْلَهُ
- كمثلِ الحَرونِ لا يَكُرُّ ولا يمضي
- ويعرب أقوامٌ ويلحن معشرٌ
- مِراراً وبعضُ اللحنِ أكثرُ من بعضِ
- يزل الفتى عما يقول لسانه
- كما زلَّ من يهوي عن الزَلَقِ الدْحضِ
- وتيهٍ مروراة ٍ يحار بها القطا
- إلى فَجِّ مخشيِّ المهالك ذي غمضِ
- كأن على قيعانها من سرابها
- رياطاً نقيات المتون من الرحض
- وكأَنَّ على أعلامِها وإكامها
- إذا ما ارتدت بالآلِ أردية المحضِ
- تجاوزتُ مِنْها كُلَّ قُفٍّ ورملة ٍ
- بناجية ٍ أطوي المخارم بالركض
- بناها من الأحماء أكلاؤها العلا
- وما قد أصابت في الشتاء من العض
- فما زال سيري ينتقي مخ عظمها
- وأعذر منها في السنام وفي النحض
- من الجَهْدِ حتى عاد غَثّاً سَمِينُها
- رَذّية َ أسفارٍ أضرَّ من النقضِ
- إذا أحنقت أدرجت فضل زمامها
- فجال عليها الضفر حولاً من الغرض
- بتلك التي أقضي همومي وبُغيتي
- إذا رضي المثلوج بالطعم والخفض
المزيد...
العصور الأدبيه