الأدب العربى >> الشعر >> العصر الاسلامي >> النابغة الشيباني >> إنَّ الوليدَ أميرَ المؤمنين لهُ >>
قصائدالنابغة الشيباني
- إنَّ الوليدَ أميرَ المؤمنين لهُ
- حقٌّ من الله تفضيلٌ وتشريف
- خليفة ٌ لم يزلْ يجري على مَهَلٍ
- أغر تنمي به البيض الغطاريف
- لا يخمدُ الحربَ إلاّ ريثَ يوقدُها
- في كل فج لع خيل مسانيف
- يحوي سبياً فيعطيها ويقسمها
- ومِنْ عطيّتِهِ الجُردُ السَّراعيفُ
- أخزى طرندة منه وابل برد
- وعسكرٌ لم تقدْهُ العُزّلُ الجُوفُ
- مازال مسلمة الميمون يحضرها
- وركنها بثقال الصخر مقذوف
- وقد أحاطت بها أبطال ذي لجبٍ
- كما أحاط برأس النخلة ِ الليفُ
- حتى علوا سورها من كل ناحية ٍ
- وحان من كان فيها فهو ملهوف
- فأهلُها بين مقتولٍ ومُسْتلَبٍ
- ومنهُمُ موثَقٌ في القدِّ مكتوفُ
- يا أيها الأجدع الباكي لمهلكهم
- هل بأسُ ربِّكَ عن من رامَ مصروفُ؟
- تدعو النصارى لنا بالنصر ضاحية ً
- واللهُ يعلمُ ما تخفي الشَّراسيفُ
- قلعت بيعتهم عن جوف مسجدنا
- فصخرها عن جديد الأرض منسوف
- كانت إذا قام أهل الدين فابتهلوا
- باتت تجاوبنا فيها الأساقيف
- أصواتُ عُجْمٍ إذا قاموا بِقُرْبتِهِمْ
- كما توصت في الصبح الخطاطيف
- فاليوم فيه صلاة الحق ظاهرة ٌ
- وصادِقٌ من كتابِ الله مَعْروفُ
- فيهِ الزَبَرْجدُ والياقوتُ مُؤْتلقٌ
- والكلس والذهب العقيان مرصوف
- ترى تهاويلَهُ من نحوِ قبْلتنا
- يلوحُ فيهِ من الألوانِ تفويفُ
- يكادُ يُعشي بصيرَ القومِ زِبْرجُهُ
- حتى كأن سواد العين مطروف
- وفِضّة ٌ تُعجِبُ الرائين بَهْجتُها
- كريمها فوق أعلاهن معطوف
- وقُبة ٌ لا تكادُ الطيرُ تبلُغُها
- أَعْلى محارِيبِها بالسّاجِ مَسْقوفُ
- لها مصابيحُ فيها الزيتُ من ذَهَبٍ
- يُضيءُ من نورِها لُبنانُ والسِّيفُ
- فكلُّ إقبالِهِ ـ والله زيّنَهُ ـ
- مبطنٌ برخام الشام محفوف
- في سُرَّة ِ الأرضِ مشدودٌ جوانبُهُ
- وقد أحاط به الأنهار والريف
- فيهِ المثاني وآياتٌ مفصَّلة ٌ
- فيهن من ربنا وعدٌ وتخويف
- تَمَّتْ قصيدة ُ حَقٍّ غير ذي كَذِبٍ
- في حوكها من كلام الشعر تأليف
- قوّمتُ منها فلا زيغٌ ولا أَوَدٌ
- كما أقام قنا الخطي تثقيف
المزيد...
العصور الأدبيه