الأدب العربى >> الشعر >> العصر الاسلامي >> الطرماح >> إنَّ الفؤادَ هفَا للبائنِ الغردِ >>
قصائدالطرماح
إنَّ الفؤادَ هفَا للبائنِ الغردِ
الطرماح
- إنَّ الفؤادَ هفَا للبائنِ الغردِ
- لَمَّا تَذَيَّلَ خَلْفَ العُنَّس الخُرُدِ
- والعيسُ تنقلُ نقلاً، وهْوَ يتبعُها
- يمشي منَ الغيِّ مشيَ النَّابِ بالرَّبدِ
- واسْتَجْمَعَ الحَيُّ ظَعْناً، واسْتَبَدَّ بِهِم
- نَاوٍ يَرَى الغَيَّ بالإتْباعِ كالرَّشَدِ
- مستقبلٌ، ولدتْهُ الجنُّ، أوْ ضربَتْ
- فِيهِ الشَّياطِينُ، ذُو ضِغْنٍ وذُو حَسَدِ
- واستطربتْ ظعنُهُم، لمَّا احزألَّ بهمْ
- آلُ الضُّحَى ، ناشطاً منْ داعياتِ ددِ
- ما زلتُ أتبعُهُمْ عيناً، مدامعُها
- يُحْسَبْنَ رُمْداً، ومَا بِالعَيْنِ مِنْ رَمَدِ
- حَتَّى اسْمَدَرَّ بَصِيرُ العَيْنِ، وابْتَدَرَتْ
- أَخْصَامُها عَبْرَة ً مِنْ لاعِجِ الكَمَدِ
- يا طَيِّىء َ السَّهْلِ والأَجْبَالِ مُوعِدُكُمْ
- كالمبتغي الصَّيدَ في عرِّيسة ِ الأسدِ
- واللَّيثُ منْ يلتمسْ صيداً بعقوتِهِ
- يُعْرَجْ بِحَوْبائِهِ مِنْ أَحْرَزِ الجَسَدِ
- ضَجَّتْ تَمِيمٌ، وأخْزَتْها مَثَالِبُها
- يُنْقَلْنَ مِنْ بَلَدٍ نَاءٍ إلَى بَلَدِ
- والقَيْنُ لَمْ يَبْقَ مِنْهُ عِنْدَ كَبْرَتِهِ
- إلاَّ كمَا أبقتِ الأيَّامُ منْ لبدِ
- أبقينَ منهُ............ وسطَ محبرة ٍ
- يكبو، وترفعُهُ الولدانُ بالعمدِ
- لا عزَّ نصرُ امرىء ٍ أضحى لهُ فرسٌ
- عَلى تَميمٍ يُريدُ النَّصْرِ مِنْ أحَدِ
- إذا دعَا بشعارِ الأزدِ نفَّرهُمْ
- كَمَا يُنَفِّرُ صَوْتُ اللَّيْثِ بالنَّقَدِ
- لَوْ حَانَ وِرْدُ تَميمٍ ثُمَّ قِيلَ لَهَا
- حوضُ الرَّسولِ عليهِ الأزدُ، لمْ تردِ
- أوْ أنزلَ الله وحياً أنْ يعذِّبَها،
- إنْ لمْ تعدْ لقتالِ الأزدِ، لمْ تعدِ
- وذاكَ أنَّ تميماً غادرتْ سلمَاً
- لِلأزْدِ كُلَّ كَعَابٍ وَعْثَة ِ اللِّبَدِ
- مِثْلِ المَهاة ِ إذا ابْتُزَّتْ مَجاسِدُهَا
- بغيرِ مهرٍ أصابوهَا ولاَ صعدِ
- خلَّتْ محارمِها للأزدِ ضاحية ً،
- ولمْ تعرِّجْ على مالٍ ولا ولدِ
- لاَ تأمننَّ تميميّاً على جسدٍ
- قدْ ماتَ ما لمْ ترازيلْ أعظمُ الجسدِ
- لا يحسبُ القينُ أنَّ العابَ يغسلُهُ
- عَنْ قَوْمِهِ مَعْجُهُ بالزُّورِ والفَنَدِ
- والقَيْنُ إِنْ يَلْقَ منْ أيَّامِهِ عَنَتاً
- يسقطْ بهِ الأمرُ في مستحكمِ العقدِ
- كبَعْضِ مَا كَانَ، مِن أيَّامِ أوَّلِنا
- لاَقى بَنُو السِّيدِ مِنَّا لَيْلَة َ السَّنَدِ
- ودَارِمٌ قَدْ قَذَفْنا مِنْهُمُ مَائَة ً
- في جَاحِمِ النَّارِ إِذْ يَنْزُونَ في الخُدَدِ
- يَنْزونَ بِالمُشْتوَى مِنْها، ويُوقِدُها
- عَمْروٌ، ولَوْلا شُحُومُ القَوْمِ لَمْ تَقِدِ
- فاسألْ زرارة َ والمأمومَ مَا فعلَتْ
- قتلَى أوارة َ منْ زغوانَ والكدَدِ
- إذْ يرسمانِ خلالَ الجيشِ محكمة ً
- أَرْباقُ أَسْرِهِما في مُحْكَمِ القِدَدِ
- أبَيْتُ ضَبَّة َ تَهْجُوني لأهْجُوهَا؟
- أفٍ لضبَّة َ منْ مولى ً ومنْ عضُدِ!
- يا ضَبَّ، إِنْ تَكْفُري أيَّامَ نِعْمَتِنا
- فقدْ كفرْتِ أيادي أنعُمٍِ تلدِ
- يومَا أوارة َ منْ أيَّامِ نعمتِنا،
- ويومُ سلُمى يدٌ، يا ضبَّ، بعدَ يدِ
- وكلُّ لؤمٍ يبيدُ الدَّهرُ أثلتَهُ،
- ولؤمُ ضبًّة َ لمْ ينقصْ ولمْ يبدِ
- لوْ كانَ يخفَى علَى الرَّحمنِ خافية ٌ
- مِنْ خَلْقِهِ خَفِيَتْ عَنْهُ بَنُو أسَدِ
- لا يَنْفَعُ الأسَدِيَّ الدَّهْرَ مَطْمَعُهُ
- في نفسهِ، ولهُ فضلٌ علَى أحدِ
- قومٌ أقامَ بدارِ الذُّلِّ أوَّلهُمْ
- كما أقامتْ عليهِ جذمة ُ الوتدِ
- أَبْدَتْ فَضَائِحَهَا للأزْدِ، واعْتَذَرَتْ
- بعدَ الفضيحة ِ بالبهتانِ والفندِ
- لكلِّ حيّ علَى الجعراءِ، قدْ علموا،
- فَضْلٌ، ولَيْسَ لَكُمْ فَضْلٌ عَلَى أَحَدِ
- واسْأَلْ قُفَيْرَة َ بالمَرُّوتِ: هَلْ شَهِدَتْ
- شوطَ الحطيئة ِ بينَ الكسْرِ والنَّضدِ؟
- أَوْ كَانَ في غَالِبٍ شِعْرٌ فيُشْبِهَهُ
- شِعْرُ ابْنِهِ، فيَنَالَ الشِّعْرَ مَنْ صَدَدِ؟
- جاءَتْ بهِ نطفة ً منْ شرِّ ماءٍ صرى ً،
- سيقتْ إلى شرِّ وادٍ شقَّ في بلدِ
- فيمَ تقولُ تميمٌ؟ يا ابنَ قينهمُ،
- وقَدْ صَدَقْتُ، ومَا إِنْ قُلْتُ عَنْ فَنَدِ
- ومنْ يرُمْ طيِّئاً يوماً، إذا زخرتْ
- أرْفَادُها، يَتَوَعَّرْ وهْوَ في الجَدَدَ
- قَحْطَانُ جِيبَتْ لِكَهْلاَنِ المُلُوكِ، كَما
- جيبَ القبائلُ منْ كهلانَ عنْ أُدَدِ
- قومٌ لهمْ بعدَ شرقِ الأرضِ مغربُها
- إِذا تَبَاسَقَ أَهْلُ الأرْضِ في كَبَدِ
- ومنْ يلبِّ يوافوهُ ببطنِ منى ً،
- فَيْضَ الحَصَى ، مِنْ فِجاجِ الأيْمَنِ البُعُدِ
- فَفي تَمِيمٍ تُسامِيهِمْ؟ ومَا خُلِقُوا
- حتّى مضتْ قسمة ُ الأحسابِ والعددِ
- لولا قريشٌ وحقٌّ في الكتابِ لها
- وأنَّ طاعتهُمْ تهدي إلى الرَّشدِ
- دنَّا تميماً، كما كانتْ أوائلُنا
- دانَتْ اَوائِلَهُمْ في سَالِفَ الأبَدِ
المزيد...
العصور الأدبيه