الأدب العربى >> الشعر >> العصر الاسلامي >> الراعي النميري >> صَدَقَتْ مُعَيَّة َ نَفْسُهُ فَتَرَحَّلاَ >>
قصائدالراعي النميري
صَدَقَتْ مُعَيَّة َ نَفْسُهُ فَتَرَحَّلاَ
الراعي النميري
- صَدَقَتْ مُعَيَّة َ نَفْسُهُ فَتَرَحَّلاَ
- وَرَأى الْيَقِينَ وَلَمْ يَجِدْ مُتَعَلَّلاَ
- وقضى لبانتهُ معيّة َ منكمُ
- وَرَأَى عَزِيمَة َ أَمْرِهِ أَنْ يَفْعَلاَ
- وَرَأَى أَبَا حَسَّانَ دُونَ عَطَائِهِ
- فتبيّنتهُ العينُ أسمرَ مقفلا
- فَشَرَى حَرِيبَتَهُ بِكُلِّ طُوَالَة ٍ
- دهماءَ سابغة ٍ توفّي المكيلا
- وغدا منَ الأرضِ الّتي لمْ يرضها
- وَاخْتَارَ وَرْثَاناً عَلَيْهَا مَنْزِلاَ
- فَطَوَى الْجِبَالَ عَلَى رِحَالَة ِ بَازِلٍ
- لاَ يَشْتَكِي أَبَداً بِخُفٍّ جَنْدَلاَ
- تغتالُ كلَّ تنوفة ٍ عرضتْ لها
- بِتَقَاذُفٍ يَدَعُ الْجَدِيلَ مُوَصَّلاَ
- بجنوبِ لينة َ ما تزالُ براكبٍ
- تذري مناسمها بهنَّ الحنظلا
- تدعُ الفراخَ الزّغبَ في آثارها
- منْ بينِ مكسورِ الجناحِ وأقزلا
- نحُّ الحناجرِ ما يكادُ يقيمها
- تدعُ القعودَ منَ التّصرّفِ أجزلا
- آلَى إذَا بَلَغَتْ مَدَافِعَ تَلْعَة ٍ
- وَعَلاَ لَيُبْلِغْهَا الْمَكَانَ الأَطْوَلاَ
- وَكَأَنَّهُنَّ أَشَاءُ يَثْرِبَ حَوْلَهَا
- جرفٌ أضرَّ بهنَّ نهيٌ بهّلا
- وكأنَّ جزية َ تاجرٍ وهبتْ لهُ
- يَوْماً إِذَا اسْتَقَبْلَنَ غَيْثاً مُبَقِلاَ
- وترى أوابيها بكلِّ قرارة ٍ
- يَكْرُفْنَ شِقْشِقَة ً وَنَاباً أَعْصَلاَ
- وَإذَا سَمِعْنَ هَدِيرَ أَكْلَفَ مُحْنِقٍ
- عدلتْ سوالفها إذا ما جلجلا
- فَالْعَبْدُ قَدْ أَعْنَتْنَ أَسْفَلَ سَاقِهِ
- وَعَدَلْنَ رُكْبَتَهُ سِوَاهَا مَعْدِلاَ
- فتركنهُ حلقَ الأديمِ مكسّرًا
- كالمسحِ ألقيَ ما يحرّكُ مفصلا
- دَسِمَ الثِّيَابِ كَأَنَّ فَرْوَة َ رَأْسِهِ
- زرعتْ فأنبتَ جانبها فلفلا
- لاَ يَسْمَعُ الْحَبَشِيُّ وَسْطَ عِرَاكِهَا
- صَوْتاً إِذَا مَا الْعَبْدُ أَوْرَدَ مَنْهَلاَ
- إِلاَّ تَجَاوَبَهُنَّ حَوْلَ سَوَادِهِ
- بحناجرٍ نحٍّ وشدقٍ أهدلا
- وَلَقَدْ تَرَى الْحَبَشِيَّ وَهْوَ يَصُكُّهَا
- أَشِراً إِذَا مَا نَالَ يَوْماً مَأْكَلاَ
- يَرْمَدُّ مِنْ حَذَرِ الْخِلاَطِ كَمَا ازْدَهَتْ
- ريحٌ يمانيّة ٌ ظليمًا مجفلا
- لا خيرَ في طولِ الإقامة ِ للفتى
- إلاّ إذا ما لمْ يجدْ متحوّلا
المزيد...
العصور الأدبيه