الأدب العربى >> الشعر >> العصر الاسلامي >> الراعي النميري >> ألَمْ تَدْرِ مَا قَالَ الظِّبَاءُ السَّوانِحُ >>
قصائدالراعي النميري
ألَمْ تَدْرِ مَا قَالَ الظِّبَاءُ السَّوانِحُ
الراعي النميري
- ألَمْ تَدْرِ مَا قَالَ الظِّبَاءُ السَّوانِحُ
- مَرَرْنَ أمَامَ الرَّكْبِ والرَّكْبُ رَائِحُ
- فَسَبَّحَ مَنْ لَمْ يَزْجُرِ الطَّيْرَ مِنْهُمُ
- وأيقنَ قلبي أنّهنَّ نواجحُ
- فأوَّلُ مَنْ مَرَّتْ بِهِ الطَّيْرُ نِعْمَة ٌ
- لَنَا وَمَبِيتٌ عِنْدَ لَهْوَة َ صَالِحُ
- سبتكَ بعينيْ جؤذرٍ حفلتهما
- رِعاثٌ وَبَرَّاقٌ مِنَ اللَّوْنِ وَاضِحُ
- وأَسْوَدَ مَيَّالٍ عَلَى جِيدِ مُغْزِلٍ
- دَعَاهَا طَلًى أحْوَى بِرَمَّانَ رَاشِحُ
- وعذبُ الكرى يشفي الصّدى بعدَ هجعة ٍ
- لَهُ مِنْ عُرُوقِ الُمُسْتَظِلَّة ِ مَائِحُ
- غذاهُ وحوليُّ الثّرى فوقَ متنهِ
- مدبُّ الأتيِّ والأراكُ الدّوائحُ
- فَلَمَّا انْجَلَى عَنْهُ السُّيُولُ بَدَا لَهَا
- سقيُّ خريفٍ شقَّ عنهُ الأباطحُ
- إذا ذقتَ فاها قلتَ طعمُ مدامة ٍ
- دنا الزّقُّ حتّى مجّها وهوَ جانحُ
- وَفِي الْعَاجِ والحِنَّاءِ كَفٌّ بَنَانُهَا
- كَشَحْمِ النَّقَا لَمْ يُعْطِهَا الزَّنْدَ قَادِحُ
- فكيفَ الصّبى بعدَ المشيبِ وبعدما
- تمدّحتَ واستعلى بمدحكَ مادحُ
- وقدْ رابني أنَّ الغيورَ يودّني
- وَأنَّ نَدَامَايَ الْكُهُولُ الجَحَاجحُ
- وصدَّ ذواتُ الضّغنِ عنّي وقدْ رأى
- كَلاَمِيَ تَهْوَاهُ النِّسَاءُ الْجَوَامِحُ
- وَهِزَّة َ أظْعَانٍ عَلَيْهِنَّ بَهْجَة ٌ
- طَلَبْتُ وَرَيْعَانُ الصِّبَى فِيَّ جَامِحُ
- بِأسْفَلِ ذي بيضٍ كَأنَّ حُمُولَهَا
- نخيلُ القرى والأثأبُ المتناوحُ
- فَعُجْنَ عَلَيْنَا مِنْ عَلاَجِيمَ جِلَّة ٍ
- لِحَاجَتِنَا مِنْهَا رَتُوكٌ وَفاسِحُ
- يحدّثننا بالمضمراتِ وفوقها
- ظِلاَلُ الْخُدُورِ والْمَطِيُّ جَوَانِحُ
- يُنَاجِينَنَا بالطَّرْفِ دُونَ حَدِيثِنَا
- وَيَقْضِينَ حَاجَاتٍ وَهُنَّ مَوَازِحُ
- وخالطنا منهنَّ ريحُ لطيمة ٍ
- منَ المسكِ أدّاها إلى الحيِّ رابحُ
- صلينَ بها ذاتَ العشاءِ ورشّها
- عَلَيْهِنَّ في الْكَتَّانِ رَيْطٌ نَصَائِحُ
- فَبِتْنَا عَلَى الأنْمَاطِ والْبِيضُ كالدُّمَى
- تضيءُ لنا لبّاتهنَّ المصابحُ
- إذا فاطنتنا في الحديثِ تهزهزتْ
- إلَيْها قُلُوبٌ دُونَهُنَّ الْجَوانِحُ
- وظلَّ الغيورُ آنفًا ببنانهِ
- كَمَا عَضَّ بِرْذَوْنٌ عَلَى الْفَأْسِ جَامِحُ
- كئيبًا يردُّ اللّهفتينِ لأمّهِ
- وَقَدْ مَسَّهُ مِنَّا وَمِنْهُنَّ نَاطِحُ
- فلمّا تفرّقنا شجينَ بعبرة ٍ
- وَزَوَّدْنَنا نُصْباً وَهُنَّ صَحَائِحُ
- فَرَفَّعَ أصْحَابي الْمَطِيَّ وأبَّنُوا
- هنيدة َ فاشتاقَ العيونُ اللّوامحُ
- فَوَيْلُ کمِّهَا مِنْ خُلَّة ٍ لَوْ تَنَكَّرَتْ
- لأعَدائِنَا أوْ صَالَحَتْ مَنْ نُصَالِحُ
- وَصَهْبَاءَ مِنْ حَانُوتِ رَمَّانَ قَدْ غَدَا
- عَلَيَّ وَلَمْ يَنْظُرْ بِهَا الشَّرْقَ صَابِحُ
- فساقيتها سمحاً كأنَّ نديمهُ
- أخا الدّهرِ إذْ بعضُ المساقينَ فاضحُ
- فَقَصَّرَ عَنِّي الْيَوْمَ كَأْسٌ رَوِيَّة ٌ
- وَرَخْصُ الشِّوَاءِ والْقِيَانُ الصَّوَادِحُ
- إذا نحنُ أنزفنا الخوابيَ علّنا
- مَعَ اللَّيْلِ مَلْثُومٌ بِهِ الْقَارُ نَاتِحُ
- لدنْ غدوة ً حتّى نروحَ عشيّة ً
- نُحَيَّا وأَيْدِيَنَا بِأَيْدٍ نُصَافِحُ
- إذا ما برزنا للفضاءِ تقحّمتْ
- بأقْدَامِنَا مِنَّا الْمِتَانُ الصَّرَادِحُ
- وَدَاوِيَّة ٍ غَبْرَاءَ أكْثَرُ أهْلِهَا
- عَزِيفٌ وَهَامٌ آخِرَ اللَّيْلِ ضَابِحُ
- أقَرَّ بِهَا جَأْشِي بِأوَّلِ آيَة ٍ
- وَمَاضٍ حُسَامٌ غِمْدُهُ مُتَطَايِحُ
- يَمَانٍ كَلَوْنِ الْمِلْحِ يُرْعَدُ مَتْنُهُ
- إذَا هُزَّ مَطْبُوعٌ عَلَى السَّمِّ جَارِحُ
- يزيلُ بناتِ الهامِ عنْ سكناتها
- وَمَا يَلْقَهُ مِنْ سَاعِدٍ فَهْوَ طَائِحُ
- كأنَّ بقايا الأثرِ فوقَ عمودهِ
- مدبُّ الدّبا فوقَ النّقا وهوَ سارحُ
- وطخياءَ منْ ليلِ التّمامِ مريضة ٍ
- أجنَّ العماءُ نجمها فهوَ ماصحُ
- تعسّفتها لمّا تلاومَ صحبتي
- بِمُشْتَبِهِ الْمَوْمَاة ِ والْمَاءُ نَازِحُ
- وعدٍّ خلا فاخضرَّ واصفرَّ ماؤهُ
- لِكُدْرِ الْقَطَا وِرْدٌ بِهِ مُتَطَاوِحُ
- نَشَحْتُ بِهَا عَنْساً تَجَافَى أَظَلُّهَا
- عَنِ الأُكْمِ إلاَّ مَا وَقَتْهَا السَّرَائِحُ
- فسافتْ جبًا فيهِ ذنوبٌ هراقهُ
- عَلَى قُلُصٍ مِنْ ضَرْبِ أَرْحَبَ نَاشِحُ
- تريكٍ ينشُّ الماءُ في حجراتهِ
- كما نشَّ جزرٌخضخضتهُ المجادحُ
- كَرِيحِ خُزَامَى حَرَّكَتْهَا عَشِيَّة ً
- شَمَالٌ وَبَلَّتْهَا الْقِطَارُ النَّوَاضِحُ
- فأصبحتِ الصّهبُ العتاقُ وقدْ بدا
- لهنَّ المنارُ والجوادُ اللّوائحُ
المزيد...
العصور الأدبيه