الأدب العربى >> الشعر >> العصر الاسلامي >> الراعي النميري >> أمِنْ آلِ وَسْنَى آخِرَ اللَّيْلِ زَائِرُ >>
قصائدالراعي النميري
أمِنْ آلِ وَسْنَى آخِرَ اللَّيْلِ زَائِرُ
الراعي النميري
- أمِنْ آلِ وَسْنَى آخِرَ اللَّيْلِ زَائِرُ
- وَوَادِي الْعَوِيرِ دُونَنَا والسَّوَاجِرُ
- تخطّى إلينا ركنَ هيفٍ وحافرًا
- طروقًا وأنّى منكَ هيفٌ وحافرُ
- وَأبْوَابُ حُوَّارِينَ يَصْرِفْنَ دُونَنَا
- صَرِيفَ الْمَحَالِ أقْلَقَتْهُ الْمَحَاوِرُ
- فقلتُ لها فيئي فإنَّ صحابتي
- سِلاَحِي وَفَتْلاَءُ الذِّرَاعَيْنِ ضَامِرُ
- وَهَمٍّ وَعَاهُ الصَّدْرُ ثُمَّ سَمَا بِهِ
- أخُو سَفَرٍ والنَّاعِجَاتُ الضَّوَامِرُ
- وَلَنْ يُدْرِكَ الْحَاجَاتِ حَتَّى يَنَالَهَا
- إلَى ابْنِ أبي سُفْيَانَ إلاَّ مُخَاطِرُ
- فإنَّ لنا جارًا علقنا حبالهُ
- كغيثِ الحيا لا يجتويهِ المجاورُ
- وأُمّاً كَفَتْنَا الأُمَّهَاتِ حَفِيَّة ً
- لها في ثناءِ الصّدقِ جدٌّ وطائرُ
- فَمَا أُمُّ عَبْدِالله إلاَّ عَطِيَّة ٌ
- مِنَ اللَّهِ أعْطَاهَا أمْرَءاً فَهْوَ شَاكِرُ
- هيَ الشّمسُ وافاها الهلالُ ، بنوهما
- نُجُومٌ بِآفاقِ السَّمَاءِ نَظَائِرُ
- تذكّرهُ المعروفَ وهيَ حييّة ٌ
- وذو اللّبِّ أحيانًا معَ الحلمِ ذاكرُ
- كَمَا اسْتَقْبَلَتْ غَيْثاً جَنُوبٌ ضَعِيفَة ٌ
- فَأَسْبَلَ رَيَّانُ الْغَمَامَة ِ مَاطِرُ
- تصدّى لوضّاحِ الجبينِ كأنّهُ
- سراجُ الدّجى تجبى إليهِ السّوائرُ
- فقلَّ ثناءً منْ أخٍ ذي مودّة ٍ
- غدا منجحَ الحاجاتِ والوجهُ وافرُ
- تخوضُ بهِ الظّلماءَ ذاتُ مخيلة ٍ
- جُمَالِيَّة ٍ قَدْ زَالَ عَنْهَا الْمُنَاظِرُ
- ورودٌ سبنتاة ٌ تسامي جديلها
- بِأسْجَحَ لَمْ تَخْنِسْ إلَيْهِ الْمَشَافِرُ
- وَعَيْنٍ كَمَاءِ الْوَقْبِ أشْرَفَ فَوْقَهَا
- حجاجٌ كأرجاءِ الرّكيّة ِ غائرُ
- مِنَ الْغِيدِ دَفْوَاءُ الْعِظَامِ كَأنَّهَا
- عقابٌ بصحراءِ السّمينة ِ كاسرُ
- يحنُّ منَ المعزاءِ تحتَ أظلّها
- حصًى أوقدتهُ بالحزومِ الهزاجرُ
- كما نفحتْ في ظلمة ِ اللّيلِ قينة ٌ
- عَلَى فَحَمٍ شُزَّانُهُ مُتَطَايِرُ
- فَلَمَّا عَلَتْ ذَاتَ السَّلاَسِلِ وانْتَحَتْ
- لَهَا مُصْغِيَاتٌ لِلنَّجَاءِ عَوَاسِرُ
- قوالصُ أطرافِ المسوحِ كأنّها
- بِرِجْلَة ِ أحْجَاءٍ نَعَامٌ نَوَافِرُ
- سراعُ السّرى أمستْ بسهبٍ وأصبحتْ
- بِذِي الْقُورِ يُغْشِيهَا الْمَفَازَة َ عَامِرُ
- أشمُّ طويلُ السّاعدينِ كأنّهُ
- يُحَاذِرُ خَوْفاً عِنْدَهُ وَيُحَاذِرُ
- قليلُ الكرى يرمي الفلاة َ بأركبٍ
- إذا سالمَ النّومَ الضّعافُ العواورُ
- تبصّرْ خليلي هلْ ترى منْ ظعائنٍ
- بذي نبقٍ زالتْ بهنَّ الأباعرُ
- دَعَاهَا مِنَ الْحَبْلَيْنِ حَبْلَيْ ضَئِيدَة ٍ
- خيامٌ بعكّاشٍ لها ومحاضرُ
- تَحَمَّلْنَ حَتَّى قُلْتُ لَسْنَ بَوَارِحاً
- بذاتِ العلندى حيثُ نامَ المفاجرُ
- وعالينَ رقمًا فارسيًّا كأنّهُ
- دَمٌ سَائِلٌ مِنْ مُهْجَة ِ الْجَوْفِ نَاحِرُ
- فلمّا تركنَ الدّارَ قلتُ منيفة ٌ
- بقرّانَ منها الباسقاتُ المواقرُ
- أوِ الأثلُ أثلُ المنحنى فوقَ واسطٍ
- مِنَ الْعِرْضِ أوْ دَانٍ مِنَ الدَّوْمِ نَاضِرُ
- فحثَّ بها الحادي الجمالَ ومدّها
- إلى اللَّيْلِ سَرْبٌ مُقْبِلُ الرِّيْحِ بَاكِرُ
- فلا غروَ إلاّ قولهنَّ عشيّة ً
- مَضَى أهْلُنَا فَارْفَعْ فَإِنَّا قَوَاصِرُ
- فأفْرَغْنَ فِي وادِي الأُمَيِّرِ بَعْدَمَا
- ضَبَا الْبِيدَ سَافِي الْقَيْظَة ِ الْمُتَنَاصِرُ
- نَوَاعِمُ أبْكَارٌ تُوَارِي خُدُورَهَا
- نعاجُ الملا نامتْ لهنَّ الجآذرُ
- وَنَكَّبْنَ زُوراً عَنْ مُحَيَّاة َ بَعْدَمَا
- بَدَا الأَثْلُ أثْلُ الْغِينَة ِ الْمُتَجَاوِرُ
- وَقَالَ زِيَادٌ إذْ تَوَارَتْ حُمُولُهُمْ
- أرَى الْحَيَّ قَدْ سَارُوا فَهَلْ أنْتَ سَائِرُ
- إذا خبَّ رقراقٌ منَ الآلِ بيننا
- رَفَعْنَا قُرُوناً خَطْوُهَا مَتَوَاتِرُ
- مَطِيَّة َ مَشْعُوفَيْنِ أفْنَى عَرِيكَهَا
- رواحُ الهبلِّ حينَ تحمى الظّهائرُ
- فجاءتْ بكافورٍ وعودِ ألوّة ٍ
- شَآمِيَة ٍ تُذْكَى عَلَيْهَا الْمَجَامِرُ
المزيد...
العصور الأدبيه