الأدب العربى >> الشعر >> العصر الاسلامي >> الحطيئة >> و لما كنتُ جَارَهُمُ حَبَوْنِي >>
قصائدالحطيئة
و لما كنتُ جَارَهُمُ حَبَوْنِي
الحطيئة
- و لما كنتُ جَارَهُمُ حَبَوْنِي
- وفيكم كان-لو شئتم-حباء
- و لَمَّا أنْ مَدَحْتُ القَوْمَ قُلْتُمْ
- هجوت ولا يحلُّ لك الهجاءُ
- ألم أكُ مسلماً فيكون بيني
- و بينكمُ المودَّة ُ والإخاءُ
- فلَمْ أَشْتُمْ لكُمْ حَسَبَاً ولكن
- حدوت بحيث يستمعُ الحداءُ
- ولا وأبيك ما ظلمت قريعٌ
- ولا برموا بذاك ولا أساءوا
- فَيَغْبُرَ حَوْلَهُ نَعَمٌ وشَاءُ
- فيبني مجدهم ويقيم فيها
- و يمشي إن أريد له المشاءُ
- هُمُ المتضمِّنون على المنايا
- بِمَالِ الجار ذلكُمُ الوَفَاءُ
- همُ الآسون أُمَّ الرأس لمّا
- تواكلهم الأطبّة ُ والإساءُ
- و إنّ بَلاءَهُم ما قد عَلِمْتُمْ
- لدى الذّاعي إذا رُفِع اللّواء
- إذا نزل الشّتاء بجار قومٍ
- تجنّب جار بيتهمُ الشّتاءُ
- فَأَبْقُواـ لاَأَبالَكُمُ ـ عَلَيْهم
- فإن ملامة المولى شقاءُ
- وإنّ أباكُمُ الأَدْنَى أَبُوهُمْ
- وإن صدورهُم لكُمُ براءُ
- وإن سعاتُهمْ لكُمُ سُعاة ٌ
- وإنّ نَمَاءَهُمْ لكُمُ نَمَاءُ
- على الأَيَّامِ إن نَفَعَ البَلاءُ
- و ثَغْرٍ لا يُقَامُ به كَفَوْكُمْ
- و لم يكُ دونهم لكمُ كفاءُ
- بجمهورٍ يحارُ الطّرف فيه
- يظلُّ معضّلاً منه الفضاءُ
- و لَمَّا أنْ دَعَوْتُ أخي بغيضاً
- أتاني حيثُ أسمعهُ الدّعاء
- و قد قالت أمامة ُ هل تعزّى
- فقلتُ أُمَيْمُ قد غُلِبَ العَزاء
- إذا ما العَيْنُ فَاضَ الدّمعُ منها
- أَقُوْلُ بها قَذًى وهُوَ البُكَاءُ
- لَعَمْرُكَ ما رأيتُ المَرْءَ تَبْقَى
- طَرِيقَتُهُ وإنْ طالَ البَقَاءُ
- على رَيْب المَنُونِ تَدَاوَلَتْهُ
- فَأَفْنَتْهُ وليس لها فَناءُ
- إذا ذهب الشبابُ فبانَ منهُ
- فليس لما مضى منه لقاءُ
- يَصَبُّ إلى الحياة ويَشْتَهِيهَا
- وفي طُولِ الحياة له عَناءُ
- فمنها أنْ يُقَادَ به بَعِيرٌ
- ذلولٌ حين يهترشُ الضراءُ
- و منها أن ينوءَ على يديه
- ويَظْهَرَ في تَرَاقِيهِ انْحِنَاءُ
- و يأخذه الهُداجُ إذا هداهُ
- وليدُ الحيِّ في يده الرّداءُ
- و ينظرُ حوله فيرى بنيه
- حِواءً مِنْ ورَائِهِمُ حِوَاءُ
- و يَحْلِفُ حَلْفَة ً لِبَنِي بَنيه
- لأمسوا مُعطِشين وهم رواءُ
- و يأمرْ بالجمال فلا تعشّى
- إذا أمْسَى وإنْ قَرُبَ العَشَاءُ
- تَقُولُ له الظَّعِينَة ُ أَغْنِ عَنِّي
- بعيرك حين ليس به غناءُ
المزيد...
العصور الأدبيه