الأدب العربى >> الشعر >> العصر الاسلامي >> الحطيئة >> آثرتُ إدلاجي على ليل حرَّة ٍ >>
قصائدالحطيئة
آثرتُ إدلاجي على ليل حرَّة ٍ
الحطيئة
- آثرتُ إدلاجي على ليل حرَّة ٍ
- هَضِيمِ الحَشَى حُسَّانَة ِ المُتَجَرِّدِ
- إذا النومُ أَلْهَاها عن الزَّادِ خِلْتَهَا
- بُعَيْدَ الكرى باتت على طَيِّ مُجْسَدِ
- إذا ارتفقت فوق الفراش حسبتها
- تخاف انبتات الخصر ما لم تشدِّد
- و تُضْحِي غَضِيضَ الطَّرْفِ دُونِي كأنَّما
- تَضَمَّنَ عَيْنَيْهَا قَذًى غَيْرُ مُفْسِدِ
- إذا شِئْتُ بَعْدَ النَّومِ أَلْقَيْتُ ساعدي
- على كفلٍ ريَّان لم يتخدَّدِ
- لها طيبُ ربى َّ إنْ تأتني وإن دنت
- دنت عبلة ً فوق الفراش الممهَّدِ
- خميصة ما تحت النِّطاق كأنَّها
- عَسِيبٌ نَمَا في ناضِرٍ لم يُخَضَّدِ
- تُفَرِّقُ بالمِدْرَى أَثِيثاً كأنه
- على واضح الذِّفْرَى أَسِيلِ المُقَلَّدِ
- تضوَّعُ ريَّاها إذا جئت طارقاً
- كَرِيحِ الخُزامَى في نبات الخَلَى النَّدِي
- ولمَّا رأت من في الرِّحال تعرَّضت
- حياءً وصدَّت تتقي القوم باليد
- وفي كلِّ ممسى ليلة ٍ أو معرَّسٍ
- خيالٌ يوافي الرَّكب من أمِّ معبدِ
- فَحَيَّاكِ ودٌّ ما هَدَاكِ لِفِتْيَة ٍ
- و خُوصٍ بأَعْلَى ذي طُوَالَة َ هُجَّدِ
- وأنَّى اهتدت والدّوُّ بيني وبينها
- وما كان ساري الدّوِّ بالليلِ يهتدي
- تسدّيتنا من بعد ما نام ظالعُ
- الكلاب وأخبى نارهُ كلُّ موقد
- بأرْضٍ تَرَى شَخْصَ الحُبَارَى كأنَّهُ
- بها راكبٌ عالٍ على ظهر قردد
- و أدْماءَ حُرْجُوجٍ تَعَالَلْتُ مَوْهِناً
- بِسَوْطِيَ فارْمَدَّتْ نَجَاءَ الخَفَيْدَدِ
- إذا بركت أوفت على ثفناتها
- على قَصَبٍ مِثْلِ اليَراعِ المُقَصَّدِ
- كأن هويَّ الرّيح بين فروجها
- تَجَاوُبُ أَظْآرٍ على رُبْع رَدِي
- وإن حطَّ عنها الرّحل قارب خطوها
- أمينُ القوى كالدُّملج المتعضّد
- ترامى يداها بالحصى خلف رجلها
- و تَرْمِي به الرِّجْلانِ دَابِرَة َ اليَدِ
- تلاعب أثناء الزّمام وتتقي
- مخافة ملويٍّ من القدِّ محصد
- تَرَى بَيْنَ لَحْيَيْهَا إذا ما تَزَغَّمَتْ
- لغاماً كبيت العنكبوت الممدّد
- وتشرب بالقعب الصغير وإن تقدْ
- بِمِشْفَرِهَا يَوْماً إلى الرَّحْلِ تَنْقَدِ
- تُرَاقِبُ عَيْنَاهَا إذا تَلَعَ الضُّحى
- ذباباً كصوتِ الشّارب المتغرّدِ
- وكادت على الأطواءِ أطواءِ ضارجٍ
- تُسَاقِطُنِي والرَّحْلَ مِنْ صَوْتِ هُدْهُدِ
- و إنْ آنَسَتْ وقْعَاً من السَّوْطِ عارضَتْ
- بِيَ الجَوْرَ حتى تستقيمَ ضُحى الغد
- و تُضْحِي الجبالُ الغُبْرُ دُوني كأنَّها
- مِنَ الآلِ حُفَّتْ بالمُلاَءِ المُعَضَّدِ
- ويمسي الغراب الأعورُ العينَ واقعاً
- مع الذِّئب يعتسَّان ناري ومفأدي
- فما زالت الوجناء تجري ضفورها
- إلَيْكَ ابنَ شَمَّاسٍ تَرُوحِ وتَغْتَدِي
- نزورُ امرأًً يوتي على الحمد مالهُ
- و مَنْ يُعْط أثْمانَ المَحَامِدِ يُحْمَدِ
- يرى البخل لا يبقي على المرءِ ماله
- ويعلمُ أنَّ الشحَّ غيرُ مخلدِ
- كسوب ومتلافٌ إذا ما سألتهُ
- تهللَّ واهتزَّ اهتزاز المهنَّدِ
- تَزُورُ امرأً إنْ يُعْطِكَ اليومَ نَائِلاً
- بِكَفَّيْهِ لا يَمْنَعْكَ من نائلِ الغَد
- هو الواهبُ الكُومَ الصَّفايا لجارِهِ
- تروِّحها العبدانُ في عازبٍ ندي
المزيد...
العصور الأدبيه