الأدب العربى >> الشعر >> العصر الاسلامي >> الحطيئة >> لمن الدّيارُ كأنَّهنَّ سطور >>
قصائدالحطيئة
لمن الدّيارُ كأنَّهنَّ سطور
الحطيئة
- لمن الدّيارُ كأنَّهنَّ سطور
- بلوى زرودَ سفى عليها المورُ
- نُؤْيٌ وأَطْلَسُ كالحمَامَة ِ مَاثِلٌ
- و مُرَفَّعٌ شُرُفَاتُهُ مُحْجُورُ
- كالحَوْضِ ألْحَقَ بالخَوالِفِ نَبْتُهُ
- سبطٍ عليه من السَّماك مطيرُ
- لأسيلة الخدّين خرعبة ٍ لها
- مسكٌ يعلُّ بجيبها وعبيرُ
- و إذا تَقُومُ إلى الطِّرَافِ تَنَفَّسَتْ
- صعداً كما يتنفَّسُ المبهورُ
- فتبادرت عيناك إذْ فارقتها
- يوماً وأنت على الفراقِ صبورُ
- يا طُولَ لَيْلِكَ لا يَكَادُ يُنِيرُ
- جرعاً وليلك بالجريب قصيرُ
- وصريمة ٍ بعد الخلاج قطعتها
- بالحَزْمِ أو جَعَلَتْ رَحَاهُ تَدُورُ
- بِجُلالَة ٍ سُرُحِ النَّجَاءِ كأنّها
- بَعْدَ الكَلالَة ِ بالرِّدَافِ عَسِيرُ
- ورعت جنوب السَّدر حولاً كاملاً
- والحزنَ فهي يزلُّ عنها الكورُ
- فبنى عليها النِّيَّ فهي جلالة ٌ
- ماإنْ يُحِيطُ بِجَوْزِها التَّصدير
- وكأنَّ رحلي فوق أحقبَ قارحٍ
- بالشَّيِّطَيْن نُهَاقُهُ تَعْشِيْرُ
- جَوْنٌ يُطَارِدُ سَمْحَجَاً حَمَلَتْ له
- بعوازب القفرات فهي تزورُ
- وكأنّ نقعهما ببرقة ثادقٍ
- ولوى الكثيبِ سرادقٌ منشورُ
- يَنْحُو بِها مِنْ بُرْقِ عَيْهَمَ طامِياً
- زرقَ الحمام رشاؤهن قصيرُ
- وردا وقد نفضا المراقب عنهما
- والماءُ لا سدمٌ ولا محضورُ
- أوْ فوق أخنسَ ناشطٍ بشقيقة ٍ
- لَهَقٍ بِغَائِطِ قَفْرَة ٍ مَحْبُورِ
- باتت له بكَثِيبِ حَرْبَة َ لَيْلَة ً
- وَطْفاءَ بين جُمَادَيَيْن دَرُورُ
- حَرِجَاً يُلاوِذُ بالكِنَاسِ كأنه
- متطوِّفٌ حتى الصّباح يدورُ
- فالماءُ يَرْكَبُ جانِبَيْهِ كأنَّهُ
- قُشُبُ الجُمَانِ وطَرْفُهُ مَقْصُورُ
- حتّى إذا ما الصُّبْحُ شَقَّ عَمُودَهُ
- و عَلاهُ أسْطَعُ لا يُرَدُّ مُنِيرُ
- أوْفَى على عَقَدِ الكَثِيبِ كأنّه
- وَسْطَ القِدَاحِ مُعَقَّبٌ مَشْهُورُ
- وحصى الكثيب بصفحتيه كأنَّهُ
- خُبَثُ الحديدِ أَطَارَهُنَّ الكِيرُ
المزيد...
العصور الأدبيه