الأدب العربى >> الشعر >> العصر الاسلامي >> الحطيئة >> عَفَا مُسْحَلانُ عن سُلَيْمَى فَحَامِرُهْ >>
قصائدالحطيئة
عَفَا مُسْحَلانُ عن سُلَيْمَى فَحَامِرُهْ
الحطيئة
- عَفَا مُسْحَلانُ عن سُلَيْمَى فَحَامِرُهْ
- تُمَشِّي به ظِلْمانُهُ وجآذِرُهْ
- بمُسْتَأْسِدِ القُرْيانِ حُوٍّ تِلاعُهُ
- فَنُوَّارُهُ مِيلٌ إلى الشمس زاهِرُهْ
- كأنّ سليحاً نشَّرتْ فيه بزَّها
- بُرُوداً ورَقْماً فاتَكَ البَيْعَ تاجِرُهْ
- خلا النُؤْيَ بالعَلياءِ لمْ يَعْفُهُ البِلَى
- إذا لم تَأَوَّبْهُ الجَنوُبُ تباكره
- رأت رائحاً جوناً غريرة ً
- بِمِسْحاتها قَبْلَ الظلامِ تُبَادِرُهْ
- فما فَرَغَت حتى أتى الماءُ دونَها
- و سُدَّت نواحيه ورُفِّعَ دابِرُهْ
- و هل كنتُ إلا نائياً إذْ دَعَوْتُمُ
- منادى عبيدانَ المحلاَّءِ باقرهْ
- بذي قرقرى إذْ شهَّد الناسُ حولنا
- فأسْدَيْتَ إذْ أَعْيَي بِكَفَّيْكَ نائِرُهْ
- فلما خَشِيتُ الهُونَ والعَيْرُ مُمْسِكٌ
- على رغمهِ ما أثبتَ الحبل حافرهْ
- تولَّيتُ لا آسى على نائلِ امرىء
- طَوَى كَشْحَهُ عَنِّي وقَلَّتْ أَوَاصِرُهْ
- وأكرمت نفسي اليوم من سوءِ طعمة ٍ
- ويقنى الحياءَ المرءُ والرُّمحُ شاجرهْ
- وكنتُ كذاتِ البَعْلِ ذَارَتْ بأَنْفِها
- فَمِنْ ذَاكَ تَبْغِي غَيْرَهُ وتُهاجِرُهْ
- و كَلَّفْتَنِي مَجْدَ امرىء ٍ لن تَنَالَهُ
- وما قدّمت آباؤه ومآثره
- تَوَانَيْتَ حتى كُنْتَ مِنْ غِبِّ أمره
- على معجزٍ إن قمت يوماً تفاخرهْ
- فدع آل شمّاس بن لأيٍ فإنّهم
- مَوَاليك أو كَاثِرْ بهم مَنْ تُكَاثره
- فإنَّ الصَّفَا العادِيَّ لن تَستطيعَهُ
- فأَقْصِرْ ولم يُبْلَغْ من الشَّرِّ آخِرُهْ
- أتحصرُ أقواماً يجودوا بمالهم
- فلولا قبيل الهرمزانِ تحاصرهْ
- فلا المالُ إن جادوا به أنت مانعٌ
- ولا العزُّ من بنيانهم أنت عاقرهْ
- و لا هادِمٌ بُنْيَانَ ما شَرَّفَتْ لهم
- قريعُ بن عوفٍ خلفهُ وأكابرهْ
- فإنْ تَكُ ذا عِزٍّ حديثٍ فإنهم
- لهمْ إرثُ مجدٍ لم تخنهُ زوافره
- فإنْ تَكُ ذا شَاءٍ كَثيرٍ فإنهم
- ذَوو جامِلٍ لا يَهْدَأُ الليلَ سامِرُهْ
- و إنْ تَكُ ذَا قَرْمٍ أزَبَّ فإنَّهُمْ
- ستلقى لهم قرماً هجاناً أباعره
- لهمْ سورة ٌ في المجد لو ترتدى بها
- بَرَاطِيلُ جَوَّابٍ،نَبَتْ،ومَنَاقِرُهْ
- قروا جارك العميان لّما تركتهُ
- وقلَّص عن برد الشّراب مشافره
- سناماً ومحضاً أثبتا اللحم فاكتست
- عِظَامُ امرىء ٍ ما كان يَشْبَعُ طائِرُهْ
- همُ لا حموني بعد جهدٍ وفاقة ٍ
- كما لاحم العظمَ الكسيرَ جبائرهْ
- ألم أكُ مسكيناً إلى الله راغباً
- على رأسه أن يظلم الناس زاجرهْ
المزيد...
العصور الأدبيه