الأدب العربى >> الشعر >> العصر الاسلامي >> الحطيئة >> طافت أُمامة ُ بالرُكبان آوِنَة ً >>
قصائدالحطيئة
طافت أُمامة ُ بالرُكبان آوِنَة ً
الحطيئة
- طافت أُمامة ُ بالرُكبان آوِنَة ً
- يا حسنهُ مِن قوام ما ومُنتقبا
- إذ تستبيكَ بمصقولٍ عوارضهُ
- حَمْشِ اللَّثاثِ ترى في غربه شنبا
- قد أخلقت عهدها مِن بَعْدِ جِدَّتِهِ
- و كذّبَتْ حبَّ ملهوفٍ وما كذبا
- بِحَيْثُ يَنْسَى زِمَامَ العَنْسِ رَاكِبُها
- ويُصْبِحُ المرءُ فيها نَاعِساً وصِبَا
- مُسْتَهْلِكِ الوِرْدِ كالأُسْدِيِّ قد جَعَلَت
- أيدي المَطِيِّ به عَادِيَّة ً رُغُبا
- يَجتازُ أجوازَ قفْرٍ من جوانِبِه
- يأوي إليه ويَلْقى دونه عَتَبَا
- إذا مَخارمُ أَحْناءٍ عرَضْنَ له
- لم يَنْبُ عنها وخاف الجَوْرَ فَاعتَتَبَا
- و الذّئب يطرُقُنا في كلِّ منزلة ٍ
- عَدْوَ القرينين في آثارنا خببا
- قالت أمامة لا تَجزعْ فقلتُ لها
- إنَّ العَزاءَ وإنَّ الصَبْرَ قد غُلبا
- هلاّالتَمَستِ لنا إنْ كنتِ صادقة ً
- ما لا نعيش به في الخرجأ نشبَا
- حتى نُجازيَ أقواماً بسعيهمُ
- من آل لأيٍ وكانوا سادة ً نجبا
- إن امرأً رَهْطُهُ بالشام مَنْزِلُهُ
- برملِ يبرين جاراً شدَّ ما اغتربا
- لن يَعْدَمُوا رائحاً من إرْثِ مَجْدِهِمُ
- و لن يَبِيتَ سِوَاهُمْ حِلْمُهُمْ عَزَبَا
- لا بُدَّ في الجدِّ أن تلقى حفيظتهم
- يومَ اللقاءِ وعِيصاً دونهم أشِبا
- رَدُّوا على جار مولاهمْ بمتلفة ٍ
- غَبْرَاءَ ثُمَّتَ يَطْوُوا دونه السَّبَبا
- سيري أُمامَ فإنَّ الأكثرين حصَى ً
- و الأَكْرَمين إذا ما يُنْسَبُونَ أبا
- قومٌ همُ الأنفُ والأذاب غيرهمُ
- و منْ يسوِّي بأنف الناقة ِ الذّنبا
- قَوْمٌ إذا عَقَدوا عَقْداً لِجَارِهِمُ
- شَدُّوا العِناجَ وشَدُّوا فوقه الكَرَبا
- أَبلِغْ سَرَاة َ بني سعدٍ مغلغلة ً
- جهدَ الرِّسالة ِ لا ألتاً ولا كذبا
- ما كان ذَنْبُ بَغِيضٍ لا أَبَا لَكُمُ
- في بائسٍ جاء يحدو أَيْنُقاً شُسُبَا
- حَطَّتْ به من بلاد الطَّوْدِ عارية ٌ
- حَصَّاءُ لم تَتَّرِكْ دون العَصَا شَذَبا
- ماكان ذَنْبُكَ في جارٍ جَعَلْتَ له
- عيشاً وقد كان ذاق الموت أو كربا
- جارٍ أبيتَ لعوفٍ أن يُسبَّ به
- أَلْقَاهُ قَوْمٌ جُفَاة ٌ ضَيَّعُوا الحَسَبَا
- أَخْرَجْتَ جارَهُمُ من قَعْرِ مُظْلِمَة ٍ
- لَو لم تُغِثْهُ ثَوَى في قَعْرِهَا حِقَبا
المزيد...
العصور الأدبيه