الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> عبد الغفار الأخرس >> لِلَّهِ دَرَّ أبي داود من رجلِ >>
قصائدعبد الغفار الأخرس
- لِلَّهِ دَرَّ أبي داود من رجلِ
- يستنزل العصمَ من مستعصم القلل
- لو رام قلع الجبال الشمِّ ما تركت
- والفائزون بما يرجون من أمل
- له من الله في سلمٍ ومعترك
- بأسُ الحديد وجُود العارض الهطل
- شيخٌ حماها بفتيان إذا زأروا
- تخوّفتهم أسودُ الغيل بالغيل
- حفَّتْ به من بني نجد أُغَيْلِمَة ٌ
- أعدَّهم لنزول الحادث الجلل
- إذا دعاهم أبو داود يومئذٍ
- جاؤوا إليه بلا مهلٍ على عجل
- المدْرِكونَ بعون الله ما طلبوا
- والفائزون بما يرحبون منأمل
- كم فتكة ٍ لسليمان بهم فتكت
- وما تقول بفتكِ الفارس البطل
- لقد قضى الله بالنصر العزيز له
- فيما قضاه من التقدير في الأزل
- والله أعطاه في خَلْقٍ وفي خُلُق
- الصدقَ بالقولِ والإخلاص بالعمل
- جاءَ الصريخُ إليه يستجير به
- مستنجداً منه بالخطيّة الذيل
- فجهّز الجيش والظلماءُ عاكفة ٌ
- والرعد والبرق ذو ومض وذو زجل
- سرى إلى القوم في ليل يَضِلُّ به
- سِربُ القطا وجبان القوم في الكلل
- بحيث لا يهتدي الهادي بها سُبُلاً
- يَهديهم الرأيُ منها أوضحَ السبل
- فوارسٌ بلغت نجدٌ بهم شرفاً
- يسمو وفي غير طعن الرمح لم ينل
- فأدْرَكتْ من عِداكم كلَّ ما طلبَتْ
- فصار يُضربُ فيها اليوم بالمثل
- وصبَّحتهم ببيض الهند عادية ً
- فأصْبَحتْ وهي حمرُ الحلّ والحلل
- قتلٌ وأسرٌ وإطلاقٌ يمنُّ به
- على العدو وإرسال بلا رسل
- فكان عيدٌ من الأعياد سُرَّ به
- أهلُ الحفيظة من حافٍ ومنتعل
- إذ يحشر في ذاك النهار ضحى ً
- والخيل قد أقْبَلَتْ بالشاء والإبل
- هذا هو الفخر لا كأسٌ تدار على
- شرب ولا نغمُ الأوتار بالغزل
- فليهنك الظفرُ العالي الذي انقلبت
- به أعاديك بعد الخزي بالفشل
- وقرَّ عيناً فدتك الناس في ولد
- يحيي المناقب من آبائك الأوَل
- فأرَّخوه وقالوا يومَ مولده
- يقرُّ عين سليمان الزهير علي
المزيد...
العصور الأدبيه