الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> عبد الغفار الأخرس >> أترى في الوجود مثلَكَ عالِمْ >>
قصائدعبد الغفار الأخرس
- أترى في الوجود مثلَكَ عالِمْ
- يردُ الناسُ بحرَه المتلاطمْ
- أنت من أشرف العوالم ذاتاً
- إنما هذه الرجال عوالم
- أظهر الله فيك للناس سرّاً
- ما لذاك السرّ الربوبيّ كاتم
- ولك الله ما برحت صراطاً
- مستقيما وعارضاً متراكم
- وكل ظامٍ على مناهل ما أو
- تيت من فضل ربك حايم
- تتلقى الأفهام منك وما تنـ
- ـطق إلاّ بالحق والحقّ ناجم
- كلمات كأنهن سيوف
- أين من فضلك السيوف الصوارم
- يا قوام الدين الحنيفيّ والـ
- ـدين لعمري بمثل ذاتك قائم
- إنّما أنتَ رحمة في الأر
- ض على أمَّة ِ لها الله راحم
- أنتَ للحق واليقين صباح
- راح يجلو ليلاً من الشك فاحم
- شهد الله أنَّها معجزات
- لم تسلم بالحق من لا يسالم
- حجج تفحم المجادل بالباطل
- والجاحد الألّد المخاصم
- وضعت للورى موازين بالقـ
- ـسط وفيها لا زال دفع المظالم
- طاوَلَتْ هذه السماء بأيدٍ
- قصّرت دونها يدا كل ظالم
- لا تبالي إذا حكمْتَ بأمر اللـ
- ـدي جادت يمينه بالكرائم
- آمرٌ بالمعروف ناهٍ عن المنكر
- آتٍ بالحقّ ماضي العزائم
- وإذا ما أمرتَ لله أمراً
- لست تخشى في الله لومة لائم
- لك جدُّ الكلام والكلم الطيّـ
- ـب يؤني امرئٍ ما يلائم
- نَبَّهتْ من أرَدْتَ من سِنة الغـ
- ـفلة فاستيقظ الذي كان نائم
- رجع المجرم الذي اقترف الذنـ
- ـب منيباً فيها وأصبحَ نادم
- أعرَبتْ عن بلاغة ٍ لك أقلا
- م فِصاحُ الإعراب وهي أعاجم
- غرّدت ما جرت بأيديك في
- الطرس شبيهاً تغريدها بالحمائم
- نافثات وهي الجدوال للفضل
- بقلب العدى سموم الأراقم
- اتَّبعنا بالحق ملّة إبراهيم حنيـ
- ـفاً والحقُّ بالحقِّ قائم
- واتَّخذناه قبلة ً وإماماً
- ومشيد البيت الرفيع الدعائم
- ـب يؤتي كل امرىء ٍ ما يلائم
- سلكوا في الندى سبيل المكارم
- نشروا ذكر ما طوته الليالي
- قبل هذا من عهد كعب وحاتم
- كتبولا فوق جبهة الدهر أنّ
- الدهر عبدٌ لهم رقيق وخادم
- دَرَّ دَرُّ الندى أعاد أكُفّاً
- منأناسٍ أعداؤهن الدراهم
- بأبي سادة الأنام جميعاً
- من ليوث ضراغم وغيوث
- وبحور سواهم وخضارم
- قال منهم للمكرمات قؤول
- هكذا هكذا تكون المكارم
- يتعدى جميل فعلهم الناس
- وإنْ كان ذلك الفعل لازم
- طهّر الله ذاتهم واصطفاهم
- قبل ما ينتجون من صلب آدم
- دائم الفخر خالد الذكر ما غير
- فخارٍ لكم مدى الدهر دائم
- واردٌ شرعة العلوم التي ليس
- عليها إذا وَرَدْتِّ مزاحم
- لم ينلها سواك نعمة مولى
- أنت فيها تحلّ طرق النعايم
- طالما حثحث النياق حثيثاً
- راغبٌ في بديع فضلك هائم
- قد وفدنا على كريم إذا استُجـ
- ووقفنا بموقف العلم والتد
- ريس والفضل والندى والمكارم
- وشهدنا معالم المجد فيها
- قد تعالت فيا لها من معالم
- ثم شِمْنا برق المكارم قد لا
- ح سناه من بين تلك المباسم
- ولثمنا يدي عظيم قريب
- من عظيم تعدَّه للعظائم
- كشفتْ غمَّة َ النوائب عنا
- ثم نابت لنا مناب الغمائم
- لم تزل تتبع الجميل جميلاً
- فهي إذ ذاك ساجم إثر ساجم
- هذه سيّدي عريضة داعيك
- كانت عن الوداد تراجم
- كلّما أثبتت مديحك فيها
- كان إثباتها لمحو المآثم
- أطلب العفو في مديحك والغفـ
- ـران والصفح عن جميع الجرائم
- فتقبّل مني وما زال قدماً
- ناثراً في مديحك العبد ناظم
- بقوافٍ على عداك عوادٍ
- يا فدتك العدى ووجهك سالم
المزيد...
العصور الأدبيه