الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> عبد الغفار الأخرس >> ليهنك ما بلغتَ من الأماني >>
قصائدعبد الغفار الأخرس
- ليهنك ما بلغتَ من الأماني
- فلمْ تبرح بأيام التَّهاني
- تسرُّ وقد تسرُّ الناس طرّاً
- ببيضِ فعالك الغرّ الحسان
- وفيما قَدْ فَعَلْتَ جُزيتَ خيراً
- وهل تجزى سوى خلد الجنان
- وَأولَمْتَ الوَلائم فاستَلَذَّتْ
- لها الفقراءُ من قاصٍ ودانِ
- وأكثَرْتَ الطعام بهنّ حتّى
- لقدْ ضاق الطعام عن الجفان
- وجاء الناس أفواجاً إليها
- فلمْ يعرف فلان من فلان
- شرابهم شررابٌ سكَّريٌّ
- وممّا يشتهون لحوم ضان
- لقد قيل الطعام فلم تدان
- وقد قيل السماع فلم تدان
- بذكر الله إنَّك قبل هذا
- قد استغنيتَ عن كلّ الأغاني
- وماتلهو عن السِّبع المثاني
- بأصواتِ المثالثِ والمثاني
- ختنتَ بنيك في أيام سعدٍ
- بمعتَدِل الفصولِ من الزمان
- وأربعمائة خُتِنَتْ وكانت
- يتامى لم تسنَّنْ بالختان
- كسوتهم الملابس فاخراتٍ
- فراحوا مثلَ روض الأقحوان
- فمن خضرٍ ومن صُفرٍ وحُمرٍ
- كأمثال الشقيق الأرجواني
- كازهار الرَّبيع لها ابتهاجٌ
- وقد سُقيَت حيا المزن الهتان
- أتيت بها من الصدقات بكراً
- وما كانت لعمرك بالعوان
- أرَدْتَ بذاكَ وجْهَ الله لا ما
- يقالُ ويستفاض من اللسان
- أُحبُّكَ لا لمالٍ أقْتَنيه
- ولا طمعٌ بجود وامتنان
- ولا أثني عليكَ الخيرَ إلاّ اعتـ
- قاداً باللّسان وبالجنان
- وكيفَ وأنْتَ للإسلام ركنٌ
- تشاد به القواعد والمباني
- أعزَّ الله فيك الدين عزّاً
- ولم يَكُ قبلَ ذلكَ بالمُهان
- فكنت الرَّوح والمعنى المعالي
- فقلْ عن روح المعاني
- تقول الحقَّ لا تخشى ملاماً
- ولست عن المقالة بالجبان
- ولا أدريتَ أو ما ريتَ قوماً
- برفعة منصبٍ وعلوِ شان
- ولم تحكمْ على أمرِ بشيءٍ
- إلى أنْ يستبينَ إلى العيان
- فتدرك ما تحاول بالتأني
- وإنْ رمتَ الجميل فلا توان
- محمّد الأمين أمِنْتَ مما
- تحاذِرُه وإنَّك في أمان
- كفاك الله ألسِنَة ً حداداً
- لها وخزٌ ولا وخزُ السنان
- ولم أسمع مقالاً فيك إلاّ
- مقالَ الخير آناً بعد آن
- بقيت لنا وللدنيا جميعاً
- وكلٌّ غيرُ وجهِ الله فانِ
المزيد...
العصور الأدبيه