الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> عبد الغفار الأخرس >> كم قَدِ أَلينُ لمن قسا بصدودِهِ >>
قصائدعبد الغفار الأخرس
- كم قَدِ أَلينُ لمن قسا بصدودِهِ
- حتى ظننتُ فؤادهَ جلمودا
- ولكمْ أسلتَ من العيون مدامعاً
- وأهجتَ من حرّ الغرام وقودا
- كبدٌ تذوبُ وحسرة ٌ لا تقضي
- ودموعُ طرفٍ بألفُ التسهيدا
- أنكرتَ معرفتي على عهد النوى
- ومَنَحْتَني بَعدَ الوصال صدودا
- أَخْلَقْتَ صبري بَعد بُعدِك بالنوى
- وكسوتني ثوبَ السقام جديدا
- لولا العيون النجل ما عرف النوى
- من كان صبّاً في هواك عميدا
- ولقد أرى نارَ الزفير ولا أرى
- يوماً لنيران الفؤاد خمودا
- فالموقرات بريّها وقطارها
- والحاملات بوارقاً ورعودا
- تهمي الندى وتريك كلَّ عشية ٍ
- سَحَبَتْ على زهر الرياض برودا
- ما زلتُ أحمدُ للمسير عواقباً
- حتّى حَلَلْتُ مقامَك المحمودا
- طالَعْتُ في وجه السعيد محمد
- فرأيتُ طالع مجتديه سعيدا
- قابَلْتُ أَحداث النحوس بسَعْدِه
- فأعادَ هاتيك النحوس سعودا
- وزجَرْتُ طيرَ السعد يهتُف بکسمه
- ورأيتُ منه الطالع المسعودا
- أَقْرَرْتُ عينَ المجد فيك مدائحاً
- وأَغَظْتُ فيك معانداً وحسودا
- وإذا نظرتَ إلى سناه ومجده
- لنظرتَ من فلق الصباح عمودا
- ما زال يولينا الجميل بفضله
- كَرَماً يَسُرُّ الآملين وجودا
- وإذا کستمحتُ به النوال وجدْتُه
- غيثاً يَسِحُّ ومنهلاً مورودا
- ولقد مَدَحْتُ الماجدين فلا أرى
- إلاّ مديحاً مقنعاً ومفيدا
- لا فارَقَتْ عينايَ طلْعَتَك التي
- مَدَّتْ عَلينا ظِلَّكَ الممدودا
- سادات أبناء الزمان بأَسْرِهم
- ورثوا المكارمَ طارفاً وتليدا
- تفني مكارمه الحطامَ ويقتني
- ذكراً يُخَلَّدُ في الثناء خلودا
- فَلَقَدْ رَقَيْتُ بها لأرفع رتبة
- فَبَلَغْتَ أسباب السماء صعودا
- ويريك إنْ ضلَّت عقول أولي النهى
- رأياً يريك به الصواب سديدا
- أَخَذُوا بناصية المفاخر والعلى
- وتَسَنَّموها قُوَّماً وقعودا
- وتَخالُهم عند العطاء غمائماً
- وتظنُّهم يومَ اللقاء أسودا
- إنّي لأشكر من جميلك ما به
- أكْبَتُّ من بَعد الحسود حسودا
- هذا الذكاء ولا مزيد على الذي
- أَبْصَرْتُ منك لمن أراد مزيدا
- أَبَتِ المحاسنُ والمكارم في الندى
- إلاّ بقاءً بعدهم وخلودا
- أَخَذوا المذاهبَ في الجميل فلم نجد
- إلاّ مقلدُّهم به تقليدا
- قلَّدتني نعماً أنوءُ بحملها
- فنظمتُ فيك قلائداً وعقودا
- لا زلتَ لي عيداً أشاهدُ عوده
- حتى ألاقي يوميَ الموعودا
المزيد...
العصور الأدبيه