الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> عبد الغفار الأخرس >> فؤاد كطرفك أمسى عليلا >>
قصائدعبد الغفار الأخرس
- فؤاد كطرفك أمسى عليلا
- وجسمٌ كخصرك يشكو النحولا
- وأضناه حبُّكِ حتّى اغتدى
- كما تبصرين ضعيفاً نحيلا
- فريقاً به إنّه في هواك
- على حالة في الهوى لن تحولا
- يبيت بطرفٍ كثير السهاد
- فلم يذق الغمض إلاّ قليلا
- وشوّقه البرق جنح الدجى
- وندب الحمامة ليلاً هديلا
- فأصبح يشكو حريق الفؤاد
- ويقذف من مقلتيه سيولا
- وتسكرني نسمات الشمال
- فأغدو كأني سُقيت الشمولا
- وكم شرب الصب من عبرة
- بذكر الأحبّة دهراً طويلا
- فما بلَّ فيها غليل الحشا
- وكيف تبلّ الدموع الغليلا
- قتلتم أحبتنا المستهام
- وكم راح مثل المعنّى قتيلا
- ورَّوضتمو روض هذا الهوى
- وربع التصبّر أمسى محيلا
- ولما أخذتم بترحالكم
- أخذتم فؤادي أخذاً وبيلا
- غداة استقلَّت حُداة الظعون
- تجوب المهامة ميلاً فميلا
- فهلاّ بعثتم إلينا النسيمَ
- فكان النسيمُ إلينا رسولا
- بَخِلْتُم بطيف يزور المحبّ
- وما كنت أعهد فيكم بخيلا
- سددتم سبيل خيال الكرى
- فما وجد الطيف نحوي سبيلا
- قفا يا خليلي دون الغوير
- ولا يتركنّ الخليل الخليلا
- لنقضي حقوق ديار عفت
- ونبكي الديار فنسقي الطلولا
- وكانت بروجاً لتلك البدور
- فيا ليتها لم تلاق الأفولا
- فيا دارنا عداك الحيا
- وجرّت عليك الغوادي ذيولا
- لعينيك قد ذلّ أختَ المها
- فهان وكان عزيزاً جليلا
- إلى كم أداري وأرضي الوشاة
- وأسمعُ في الحب قالاً وقيلا
- لقد لامني في هواك العذول
- وألقى على السمع قولاً ثقيلا
- فضلَّ العذول ضلالاً بعيداً
- وحاول أمراً غدا مستحيلا
- إذا المرء ضلّ سبيل الغنى
- فأنوار عثمان تهدي السبيلا
- إلى بذل نائله المستفاد
- نؤم إلأيه قبيلاً قبيلا
- متى أنكرت فضله الحاسدون
- أقامت عليه المعالي دليلا
- وإن حلّ نائله موطناً
- ينادي الهنا بالعناء الرحيلا
- سريع الإجابة سؤاله
- وما زال في كل خير عجولا
- نما فرعهُ إذ زكا أصله
- فطاب فروعاً وطاب أصولا
- وفيه نمت روضة المكرمات
- ولم ير عود الأماني ذبولا
- وقد رفع الفضل بعد الخمول
- فلا شهد الفضل فيه الخمولا
- وجدّ فنال بما قد سعى
- مقاماً عليّاً ومجداً أثيلا
- ولِم لا ينال العلى ماجد
- يمدّ إلى المجد باعاً طويلا
- ولما استظّل به الخائفون
- رأوه لذلك ظلاً ظليلا
- أخو البأس يمنع صرف الزمان
- ويعطي المقلّ عطاءً جزيلا
- يُنيل وإن لامه اللائمون
- ومن يمنع الغيث أن لا ينيلا
- تعشَّقْتُ علويَّ فضل العلوم
- فما تبتغي بالمعالي بديلا
- لقد جئت في معجزات الكمال
- وها أنت تعبي بهن الفحولا
- وحيّرت فيها فهوم الرجال
- فأبهتَّ فيما أتيت العقولا
- عزائمك الكاشفات الكروب
- تكاد الجبال بها أن تزولا
- ولله من هممٍ في علاك
- تعيد الحزون سريعاً سهولا
- فلو رمت قلع الرواسي بها
- أعدت الرواسي كثيباً مهيلا
- وأفنت يمينك جمع الحطام
- لكي تستحق الثناء الجميلا
- وأبقيت في الدهر ذكراً حميداً
- تذاكره الناس جيلاً فجيلا
- بخطك صيّرت طرف العلى
- كحيلاً وخدّ الأماني أسيلا
- أتى بقوافٍ إليك العُبَيْدُ
- تجول بمدحك عرضاً وطولا
- أجزني عليها الرضا بالقبول
- فأقصى المنى أن أنال القبولا
المزيد...
العصور الأدبيه