الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> عبد الغفار الأخرس >> عشتَ الزمان بخفض العيش منتصبا >>
قصائدعبد الغفار الأخرس
- عشتَ الزمان بخفض العيش منتصبا
- لا علَّة تشتكي فيه ولا وصبا
- والحمد لله شكرانا لنعمته
- أقضي به من حقوق الشكر ما وجبا
- فاليوم أَلْبَسَكَ الرحمَن عافية ً
- تبقى ورَدَّ عليك الله ما سلبا
- من بعد ما مرضٍ برحٍ أصبتَ به
- وكنتَ لاقيتَ مما تشتكي نصبا
- وكم شربتَ دواءً كنت تكرَهُهُ
- فكان عافية ً فيه لمن شربا
- وقد ظهرتَ ظهورَ الصُّبح منبلجاً
- فطالما كنتَ قبل اليوم محتجبا
- تَفديك روحي وأمّي في الورى وأبي
- فإنّما أنتَ خيرُ المنجيين أبا
- لي فيك مولاي عن بدر الدجى عِوَضٌ
- إنْ لاح بدر الدجى عني وإنْ غربا
- يا بدرَ تمٍّ بأفق المجد مطلعه
- من قال إنَّك بدرُ التّمّ ما كذبا
- إنْ رمتُ منك مراماً نلت غايته
- وإنْ طلبتُ منى ً أدركتها طلبا
- وإنْ هززتك للجدوى هززتُ فتى ً
- أجني به الفضَّة َ البيضاءَ والذهبا
- يا أكرمَ الناس في فضلٍ وفي كرمٍ
- ومن رآك رآى من فضلك العجبا
- لم يذّخرْ في الندى مالاً ولا نشباً
- إنَّ المكارم لا تبقي له نشبا
- هب لي رضاكِ وأتْحِفْني به كرماً
- فأنتَ أكرمُ من أعطى ومن وهبا
- ما زلتُ إنْ لم أَجِدْ لي للغنى سبباً
- وَجَدْتَ لي أَنْتَ في نيل الغنى سببا
- يَرِقُّ فيك ثنائي بالقريض كما
- تنفَّسَتْ في رياض الحُزن ريحُ صَبا
- ولاشعر يرتاح أنْ يثنى عليك به
- وإنْ دعاه سواكم للثناء أبى
- فخراً أبا مصطفى في العيش صفوته
- فقد تكدَّرَ عيشي فيك واضطربا
- لما انقلبتَ كما نبغي بعافية
- بنعمة ِ الله قد أصبحت منقلبا
- وقلتُ يوم سروري يا مَؤرِّخَه
- يومٌ به البوسُ عن سلمان قد ذهبا
المزيد...
العصور الأدبيه