الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> عبد الغفار الأخرس >> سُرَيْنا لنمحو الإثم أو نغنم الأجرا >>
قصائدعبد الغفار الأخرس
سُرَيْنا لنمحو الإثم أو نغنم الأجرا
عبد الغفار الأخرس
- سُرَيْنا لنمحو الإثم أو نغنم الأجرا
- لزورة من تمحو زيارته الوِزْرا
- وسارت وقد أرخى علينا الدجى سترا
- بنا من بنات الماء للكوفة الغرا
- سبوحٌ سرت ليلاً فسبحان من أسرى
- تخيّرتها السفائن مركبا
- وأعْددْتُها للسير شرقاً ومغربا
- فكانت كمثل الطير إنْ رمت مطلبا
- تمد جناحاً من قوادمه الصبا
- تروم بأكناف الغري لها وكرا
- وكانت تحلّى قبل هذا تجمّلا
- وقد غذيت فيما أمرّ وما حلا
- أظن على فقد الشهيد بكربلا
- كساها الأسى ثوب الحداد ومن حلى
- تجمّلها بالصبر لاعجها أرعى
- إلى موقف سرنا بغير توقف
- يزيد بكائي عنده وتلهُّفي
- ولما تجارينا بفلك ومدنف
- جرت وجرى كلُّ إلى خير موقف
- يقول لعينيه قفا نبك من ذكرى
- ترامت بنا فلك فيا نعم مرتمى
- إلى دُرّة الفخر التي لن تقوّما
- فخضنا إليه والبحر قد طمى
- وكم غمرة خضنا إليه وإنما
- يخوض عباب البحر من يطلب الدرا
- إلى مرقد يعلو السماكين منزلا
- وقد نال ما نال الصراح من اعلى
- نسير ولا نلوي عن السير معدلا
- نؤم ضريحاً ما الضراح وإنْ علا
- بأرفع منه لا وساكنه قدرا
- فزوج ابنة المختار كان غضنفرا
- علا وارتضته الطهر من سائر الورى
- أتعرف من هذا الذي طال مفخرا
- هو المرتضى سيف القضا أسدُ الشرى
- عليّ الذرى بل زوج فاطمة الزهرا
- عيون الورى إنْ لاحظت منه كنهه
- ترد عن التشبيه حسرى فينتهوا
- وإنّ مقاماً لا ترى العين شبهه
- مقام عليٍّ كرم الله وجهه
- مقام عليّ ردّ عين العلى حسرى
- لقد صير الغبراء خضراء قبره
- وأشرق فيها في الحيقة بدره
- وقد وافق الإعجاز لله دره
- أثيرٌ مع الأفلاك خالف دوره
- فمن فوقه الغبرا ومن تحته الخضرا
- أحاط بنا علماً فليت سليقة
- تفيد علوماً عن عُلاه دقيقة
- مجازاً وقد جرنا إليه طريقة
- أحطنا به وهو المحيط حقيقة
- بنا فتعالى أن نحيط به خُبرا
- فطف في مقام حلّ فيه ولبّهِ
- ترى العالم الأعلى حفيفاً بتربه
- فكالمسجد الأقصى وأي تشبه
- تطوف منا الأملاك طائفة به
- فتسجد في محراب جامعه شكرا
- فأثنى عليه من علا مثل دنا
- وكلُّ بما أثنى أجاد وأحسنا
- فخرب من الدانين إذ ذاك أعلنا
- وحزب من العالين يهتف بالثنا
- عليه بوجيٍ كدتُ أسمعه جهرا
- حججنا إلى بيت علا بجنابه
- عشية آوينا إلى باب غابه
- ومن قد سمت أركان كعبتنا به
- جدير بأن يأوي الحجيج لبابه
- ويلمس من أركان كعبته الجدرا
- فيوض علوم الله من قدم حوى
- فقسّم منها ما أفاد وما احتوى
- ومن قبل ما يثوي ومن بعد ما ثوى
- حريٌّ بتقسيم الفيوض وما سوى
- أبي الحسنين الأحسنين به أحرى
- ظللنا وكم جان لديه ومذنب
- وذي حاجة منا وصاحب مطلب
- يقبّل والأجفان تهمي بصيّب
- ثرى ً منه في الدنيا الثراء لمترب
- وللمذنب الجاني الشفاعة في الأخرى
- خدمنا أمير المؤمنين بموطن
- نعفّر فيه الوجه قَصْدَ تيمُّنِ
- ويخدم قبر المرتضى كلُّ مؤمن
- بأهداب أجفانٍ وأحداقِ أعين
- وحرّ وجوه عفّرتها يد الغبرا
- أزلنا غباراً كان في قبر حيدر
- فلاح كغمد المشرفيِّ المشهرّ
- ولا غرو في ذاك المكان المطهرّ
- أمطنا القذى عن جفن سيف مذكر
- أجلّ سيوف الله أشهرها ذكرا
- تبدى سنا أنواره وتبيَّنا
- غداة جلونا قبره فتزيَّنا
- فحيّر أفهاماً وأبهر أعينا
- فوالله ما ندري وقد سطع السنا
- جلينا قراباً أمْ جلونا له قبرا
المزيد...
العصور الأدبيه