الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> عبد الغفار الأخرس >> سَكَبَ الدَّمعَ لها فکنْسَكبا >>
قصائدعبد الغفار الأخرس
- سَكَبَ الدَّمعَ لها فکنْسَكبا
- وقضى من حقِّها ما وجبا
- أربعٌ لولا تباريحُ الهوى
- ما جَرى دَمعُك فيها صَببَا
- وجدت فيها السوافي ملعباً
- للنّوى فاتَخَذَتْها ملعبا
- مال قينا بوقوف الركب في
- ساحة النعمان إلاّ نصبا
- ذكر البُّ وهل ينسى بها
- زمنَ اللهو وأيّام الصّبا
- يا رعى الله بها لي قمراً
- مُشْرِقَ الطلعة لكنْ غربا
- أمنى ً في أهل منى ً
- وقباب الحيّ في وادي قبا
- فلقد كنتُ وكانتْ فتية ٌ
- أنجمَ الأفق وأزهار الربا
- ذهب الدهر بهم فامتزجت
- فضة الأدمع فيهم ذهبا
- يا خَليلَيَّ وهلاّ شِمْتُما
- بارقاً لاح لعيني وخبا
- فتوارى كفؤادي لهباً
- ثم أورى زنده والتهبا
- لعبَ الشوق بأحشائي وما
- جَدَّ جِدُّ الوَجْد حتى لعبا
- فانشدنْ لي في الحمى قلباً فقد
- ضاع مني في الحمى أو غُصبا
- نظرت عيناي أسرابَ المها
- نظرة ً كانت لحَيْني سببا
- يومَ أصبتنا إلى دين الهوى
- فتعلَّلنا بأرواح الصَّبا
- وعدونا زورة الطّيف أما
- آنَ ميعادهمُ واقتربا
- أربُ النفس وحاجات إمرئٍ
- ما قضى منهم لعمري أربا
- قَضَتِ الأيام فيما بيننا
- إنّنا لم نلقَ يوماً طربا
- وهبَ الدهر لنا لذّته
- واسترد الدهر ما قد وهبا
- ومنعنا من أفاويق الطلا
- منهلاً كان لنا مستعذبا
- فحدا الحادي لسقيا عهدكم
- عارضاً إنْ ساقه البرق كبا
- مقلة ُ الوالع يذري دمعها
- وبكى القطر لها وانتحبا
- أمر القلب بصبرٍ فقضى
- ودعا الصَّبرَ إليها فأبى
- قلَّما يدعى فيقضي حاجة ً
- وإذا ما انتدبوه انتدبا
- والليالي فَلَكٌ يظهر في
- كلِّ يوم عجباً مستغرباً
- وكآفاق العلى ما أطْلَعَتْ
- كشهاب الدين فينا كوكبا
- فتأمَّل في معاني ذاته
- وتفكّر فَتَحدَّثْ عجبا
- هيبة لله في مطلعه
- ملأتْ قلب الأعادي رعبا
- يُرتجى جوداً ويُخشى سطوة
- رغباً يرجى ويخشى رهبا
- عالم الدنيا وناهيك به
- لا يشوبُ العلم إلاّ أدبا
- معربٌ عن فكره الثاقب إنْ
- زفَّ أبكار المعاني عربا
- كم تجلَّت فجلتْ أفكاره
- عن سنا كلّ عويص غيهبا
- فأرتنا الحقّ يبدو واضحاً
- بعد أنْ قاربَ أنْ يحتجبا
- بلسانٍ يفصلُ الأمر به
- كَشَبا الصّمصام أو أمضى شبا
- فخُذِ اللْؤلُؤَ من ألفاظِهِ
- واجتنِ إنْ شئتَ منها ضربا
- وفكاهاتٍ إذا أوْرَدها
- نُظمَتْ فوق الحمّيا حببا
- وكمالات له معجزة
- وأحاديثاً رواها نخبا
- أينَ من أقلامه سمر القنا
- أينَ من همته بيض الظبا
- وكلامُ راق في السمع كما
- قد يروقُ العينَ فيما كتبا
- علويٌّ من أعالي هاشم
- هاشم الجود ويكفي نسبا
- صاغه الله لقومٍ أرباً
- ولقوم حسدوه عطبا
- لا يزال الدهرَ يَعلو جَدّه
- مرتقيها في المعالي رتبا
- فإذا بُوحثَ بالجدّ علا
- وإذا غولبَ فيه غَلَبا
- أبلجٌ تحسبه بدرَ الدجى
- أو بأضواءِ الصّباح آنتقبا
- ديمة ٌ منهلَّة ِ ما شمتُ في
- بارق الآمال منها خلّبا
- ولئنْ أصبَحَ روضي ممحلا
- فكم أخضرَّ به وأعشوشبا
- يهنِكَ العيدُ فخذ من لائذٍ
- بكم ماكنتُ له مستوجبا
- شاكراً منك العيد يداً
- لم أُفاخر بسواها السُّحبا
- فتفضَّلْ يا کبن بنتِ المصطفى
- أشرفَ العالمِ أمّاً وأبا
المزيد...
العصور الأدبيه