الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> عبد الغفار الأخرس >> سقى الله عهداً بالحمى قَد تقدَّما >>
قصائدعبد الغفار الأخرس
- سقى الله عهداً بالحمى قَد تقدَّما
- وعَيشاً تقضّى ما أَلذَّ وأنعما
- تعاطيتُ فيه الراح تمزج باللمى
- وعفراء سكرى المقلتين كأنّما
- سقتها الندامى من سلافة أشعاري
- لهوتُ بها والدهر مستعذب الجنى
- ونلتُ كما أهوى بوصلي لها المنى
- ولم أنسها كالغصن إذ مال وانثنى
- تمرُّ مع الأتراب بالخَيف من مِنى
- مرورَ المعاني في مفاوز أفكاري
- وبيضٍ عذارى من لؤيٍّ وغالب
- كواعبَ أترابٍ فيا للكواعب
- تخطِّينَ في أبهى خطاً متقارب
- وَعَفَّين آثار الخُطا بذوائبِ
- كما قَد عَفَتْ في منزل الذلِّ آثاري
- إذا نظرتْ سلَّت بألحاظها الظبا
- وإنْ خَطَرت كانت كما خطر القنا
- فما نظرَتْ إلاَّ بأبيض يُنتضى
- ولا خَطَرَتْ إلاَّ وتذكّرتُ في الوغى
- بهام خطير القدر ميلة خطّاري
- كأنّي بها ما بين أختٍ وضرّة ٍ
- إليَّ بأسرار الغرام أسرَّتِ
- أضميتْ كضيمي بين قومي وأسرتي
- ومِن ضَيْمها كادَت تبيحُ طمرَّتي
- من الضَّيْم ما أَخْفَيْتُه تحت أطماري
- أمضَّ هواها في فؤادي وما حوى
- سوى حبّها حتى أليم فما ارعوى
- وقد سألتْ عمَّا ألاقي من الجوى
- فَرُحْتُ إليها أشتكي مضض الهوى
- كما شكتِ الأقلامٌ مني إلى الباري
- رَأَتْ فَتَياتُ الحيّ عَيني وَوَبْلَها
- فأكثرنَ بالتأنيب إذ ذاك عذلها
- فَرُحْتُ وقَد أجْرَت لها العينُ سَيلَها
- وجاراتها راحتْ مؤنِّبة لها على ما
- جرى في السفح من مدمعي الجاري
- أَهيمُ بمرآها وحسن قوامها
- وإنّي لمعذورٌ بمثل هيامها
- وكم ليلة ٍ قد بِتُّ جنح ظلامها
- يسامرني طول الدجى من غرامها
- سميرٌ أُناغي في معانيه سُمّاري
- إذا قربتْ من ناظري أو تأخَّرتْ
- ففي صورة الشمس المنيرة صوِّرتْ
- متى أسفرتْ عن وجهها أو تستَّرتْ
- على قربها منّي إذا هي أسفرتْ
- يباعدُ منها الحسنُ ما بين أسفاري
- لها مقلة ٌ كالمشرفيِّ شباتُها
- لعقيدة صَبري أوهَنَتْ نفثاتُها
- إذا ما رَنَتْ أو رُتّلت كلماتها
- لرقّة ِ سحري تنتمي لحاظاتها
- وألفاظها نعزي لرقَّة أشعاري
المزيد...
العصور الأدبيه