الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> عبد الغفار الأخرس >> دعاك أميرُ المؤمنين وإنّما >>
قصائدعبد الغفار الأخرس
- دعاك أميرُ المؤمنين وإنّما
- دعا مسرعاً فيما يروم مسابقاً
- فلبيته لمّا دعاك ولم نجد
- عن السَّير في تلك الإجابة عائقا
- وقدمت للترحال عزمتك التي
- تحثّ إلى المجد الجياد السوابقا
- على ثقة منه بما أنتَ أهله
- وما كان إلاّ في جنابك واثقا
- فكان إذا ما اعتلَّ أمرٌ بملكه
- رآك طبيباً للممالك حاذقا
- برأي إذا هزَّ الأسنة واخز
- وعزم إذا استل الظبا كان فالقا
- نظرت بنور الله في كل غامض
- بعيد المدى حتى عرفت الحقائقا
- وفيك مع الإقدام واليأس في الوغى
- خلائق ما زالت تَسُرُّ الخلائقا
- صلابة دين ترغم الشرك أنفه
- وتخذل أعلاجاً له وبطارقا
- يسرّ بها من كان بالله مؤمناً
- ويكبت فيها ملحداً ومنافقا
- ولا غرو من كان الفتوح بوجهه
- إذا استتتفتح الإسلام فيه المغالقا
- إذا التقع وأمسى عارضاً متركماً
- وأرسلتِ الشهبُ المنايا صواعقا
- تحبل نهار الحرب أسود حالكاً
- وسوسن أوراق الحديد شقائقا
- فكم ناطق بالكفر أصبح أخرسا
- وكم أخرسٍ بالشعر أصبح ناطقاً
- جزيت جزاء الخير عن أهل بلدة ٍ
- ببأسك تكفيها الخطوب الطوارقا
- غَرَسْت من الإحسان فينا أيادياً
- فأنْبَتْنَ بالذكر الجميل حدائقا
- أجدتَ نظام الملك حتّى كأنَّه
- من الحسن أضحى لؤلؤاً متناسقاً
- وفارقتنا بالكرة منا ولم تزل
- حميد السجايا مقبلاً ومفارقاً
- فحقَّ لبغداد البكاء وكيف لا
- وقد فارقت فخر الوزارة نامقا
- وكنت بنا بَرّاً رؤوفاً ووالياً
- عطوفاً وبحراً بالمكارم دافقاً
- وعوّدنا منك الجميل عوايداً
- إذا عدتْ العادات كن خوارقا
- فدبَّرت منا رقعة ما تدبرت
- وكم فرزنت أيديك فينا بيادقا
- وفيما أراك الله إصلاح شأنها
- سددتَ على أهل الفساد الطرائقا
- تروق وتصفو إنْ كدرت سريرة
- فلو كنت ماءً كنت إذ ذاك رائقا
- فسرْ في أمانِ الله من كلّ طارق
- مهمٍ فلا تخشى مع الأمن طارقا
- إلى ملك تخطى لديه بحظوة
- بنيت بها فوق النجوم سرادقا
- تكون بمرآى من علاه ومسمع
- فتتخذ البشرى رفيقاً موافقا
- إذا كنت كنت من سلطاننا بمكانة
- فقد أمِنَ السلطان فيك البوائقا
- عليك ولا ريب بذاك اعتماده
- كما اعتمد المرءُ الجبال الشواهقا
- عزمت إليه بالرحيل وطالما
- قطعت إلى الأمر المهم العوائقا
- شة قك منه حضرة ملكية
- وما كنتما إلاّ مشوقاً وشائقا
- ستُرزق من ثمَّ السعادة كلَّها
- فَتَحْمَد رزاقاً وتشكر خالقا
- وفيك مع الإقدام والبأس سطوة
- تعيدُ فؤادَ الدهر بالرعب خافقا
- فما وجدا السلطان مثلك ناصحاً
- ولا وجد السلطان مثلك صادقا
المزيد...
العصور الأدبيه