الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> عبد الغفار الأخرس >> بحُكْمِك زالَ الظلمُ وکبتَسَم العَدلُ >>
قصائدعبد الغفار الأخرس
بحُكْمِك زالَ الظلمُ وکبتَسَم العَدلُ
عبد الغفار الأخرس
- بحُكْمِك زالَ الظلمُ وکبتَسَم العَدلُ
- وفي سيفك الماضي وفي قولك الفعل
- وما زلتَ ترقى رتبة ً بعد رتبة ٍ
- ومثلُك من يسمو ومثلك من يعلو
- وقُلِّدْتَ أمراً أنتَ في الناس أهلُه
- ولا منصب في الحكم إلاّ له أهل
- وقدّمتَ في أمر الوزير وإنّما
- علينا له في مثل تقديمك الفضل
- وقُمْتَ بتدبير العراق مقامَه
- فما ضعضع الأقطارَ نصبٌ ولا عزل
- وكادت تمور الأرض جهلاً فعندما
- استقر عليها أمركَ ارتفع الجهل
- يزينك عقلٌ راجح ورزانة
- ألا إنّما الإنسان زينته العقل
- وفيك کجتماع الفضل والحسن كلِّهِ
- وأحسنُ ما فيك الشجاعة والبذل
- أَطاعَتْك هذي الناس خوفاً ورغبة
- فللطائع الجدوى وللمفسد القتل
- وما زِلتَ مُذ وُلِّيتَ أمراً نظمته
- حُسامُك مُستلٌ وسيبك منهل
- وما أنا بالداري إذا كنت في الوغى
- أعزمك أم ما کستُلّ في كفّك النصل
- بنفسك باشرتَ الأمور جميعها
- فلا وكلٌ عند المرام ولا كلُّ
- إذا أطمعتك النفس بالشيء نلته
- وإنْ وعدتك النفس شيئاً فلا مطل
- ولست كمن يبغي الأمانيّ بعدما
- تصرَّمتِ الآمال وانقطع الحبل
- أحالوا على الرمل المانّي ضلّة
- وأكذب شيء ما يقوله به الرمل
- ولكنّما أنتَ الذي نال حزمه
- مناه ولم يبعد عليه بها نيل
- وفتَّحتَ أبوابَ المكارم بالندى
- وكان عليها قبل تفتيحها قفل
- ليهن العراقين الهناء فقد سرى
- إليها المحض والنائل الجزل
- عَقَدْتَ أموراً قد تمادى کنحلالها
- ومثلُكَ من في أمره العقد والحلّ
- وكم لك يوم ضرب والطعن موقف
- هو الهَوْلُ بل من دون موقفه الهول
المزيد...
العصور الأدبيه