الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> عبد الغفار الأخرس >> أفي الطَلل الحديث أو القديم >>
قصائدعبد الغفار الأخرس
- أفي الطَلل الحديث أو القديم
- بلوغُ مرامِ صبٍّ من مرومِ؟
- وقفتُ على رسوم دارسات
- وما يغني الوقوف على الرسوم
- ألا سقيتْ منازلُ آل سلمى
- بذي سلمَ ورامة والغميم
- وحيّ حيَّ أحباب تناءت
- بقلب سار عن جسد مقيم
- خذي يا ريح أنفاسي إليهم
- وإنْ كانت أحرّ من السموم
- أكفكفُ بعدهم دمعاً كريماً
- جرى من لوعة الوجد اللئيم
- رعى الله الأحبة كيف مرّت
- لياليهم بمنعرج الصريم
- قضيتُ نعيم عيشٍ مرَّ فيها
- فسَلني إنْ جهلتَ عن النعيم
- وكم غصنٍ هصرتُ بها رطيباً
- جنيّ الزهر مخضرّ الأديم
- بحيث نزوج ابنَ المزن لما
- عقدت حبابه بنتَ الكرومِ
- إلى بعد الغميم وعهد سلعٍ
- نجاة من هموم أو غموم
- سقتها هذه العبرات صوباً
- تنوف به على الغيث العميم
- كأنّي حين أسقيها دموعي
- سقاني البين كأساً من حميم
- تلوم لجهلها لمياءُ وجدي
- وأين اللائمون من الملوم
- سألتكِ إنْ رأيتِ اللوم يجدي
- حليفَ الوجد حينئذٍ فلومي
- أما وحشاشة في القلب تزكو
- غراماً يا أميمة كالغريم
- لقد عدمَ التصبّر فيك قلبي
- ومن يبغي الثراءَ من العديم
- وها أنا بعْدَ مَن أهوى عليلٌ
- شفائي منه معتلّ النسيم
- وكم دنفٍ بكاظمة سقيمٍ
- ولكنْ من هوى طرف سقيم
- وليثٍ دون ذاك الحي يرمي
- فيصرعُ في سهام لحاظ ريم
- وأحباب أقاسي ما أقاسي
- عَذاباً من عذابهم الأليم
- هُمُ نقضوا العهود وهم أصَرّوا
- بصدّهم على الحنث العظيم
- وذكري بعدهم جنات عيش
- رماني في لظى نار الجحيم
- وفي دار السلام تركت قومي
- وما أنا من هواهم بالسليم
- ولي في البصرة الفيحاء قوم
- أصولُ بهم على الخطب الجسيم
- جرى من صدر إبراهيم فيها
- على الدنيا ينابيع العلوم
- من الأشراف من أعلى قريش
- بهم شرفٌ لزمزم والحطيم
- إذا عدّت قرومُ بني معدٍّ
- فأوَّلُ ما يُعَدُّ من القُروم
- عماد الدين قام اليوم فينا
- بأمرِ الله والدين القويم
- وفرعٍ من رسول الله دلَّتْ
- أطايبهُ على طيب الأروم
- ونجمٍ في سماء المجد يهدي
- إلى نهج الصراط المستقيم
- شهاب ثاقب لا زال يذكو
- فيقذف كل شيطان رجيم
- يعيد ظلام ليل الشكّ صبحاً
- إذا ما كان كالليل البهيم
- يزيد عقولنا بدقيق فهمٍ
- غذاءً للعقول وللفهوم
- ونرجع في الكلام إلى خبيرٍ
- بكشف دقائق المعنى عليم
- تكاد حلاوة الألفاظ منه
- تعيد الروح في الجسم الرميم
- وروض من رياض الفضل ضاهى
- بزهر كلامه زهر النجوم
- يقصّرُ بالبلاغة باعَ قُسٍّ
- ويقصُرُ عنه قيس بن الخطيم
- وإنّك إنْ نظرتَ إلى علاه
- نظرتَ إلى جبال من حلوم
- إذا ذكرتْ مناقبه انتشينا
- وكانت كالمدامة للنديم
- لقد كرمتْ له خيمٌ وجلًّتْ
- وخيمُ الأكرمين أجلّ خيم
- وهل في السادة الأنجاب إلاّ
- كريمٌ قد تفرّع من كريم
- يفوقُ الدَّرَ في نثرٍ ونظمٍ
- إذا ما قيس في الدُّرِّ النظم
- وأينَ المسكُ من نفحات شيخٍ
- يفوق نوافج المسك الشيم
- ولم يبرح يقابِلُ سائليه
- بحسن الخلق والطبع الحليم
- تنال بفضله علماً وحكماً
- وتعلم لقمان الحكيم
- فحاز مكارم الأخلاق طراً
- وحاشاه من الخلق الذميم
- زفَفتُ إلى علاك بناتِ فكري
- فكانت منية الكفو الكريم
- أغارُ من اللئام على القوافي
- فلا يَحظى بها حظّ اللئيم
- أمانعُ عن قوافيَّ الأداني
- ممانعة َ الغيور على الحريم
المزيد...
العصور الأدبيه