الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> الرصافي البلنسي >> رميَّ الموتِ إِن السَّهْم صَابا >>
قصائدالرصافي البلنسي
رميَّ الموتِ إِن السَّهْم صَابا
الرصافي البلنسي
- رميَّ الموتِ إِن السَّهْم صَابا
- وَمَنْ يدمِنُ على رمْيٍ أَصابا
- وكنتَ العيشَ مُتَّصلا ولكنْ
- تصرَّمَ حين لذَّ وحينَ طابا
- وشيبَنِي انتظاري كلَّ يومٍ
- لعَهدكَ كَرَّة ً والدهرُ يابى
- إِلامَ أَشُبُّ من نيرانِ قلبي
- عليكَ لكلِّ قافية ٍ شهابا
- وقد ودعتُ قبلك كلَّ سفرٍ
- ولكنْ غابَ حيناً ثم آبا
- وَأَهيجُ ما أَكونُ لكَ ادِّكَاراً
- إذا ما النجمُ صَوَّبَ ثم غابا
- أرَى فقدَ الحبيبِ من المنايا
- إِلى يأسٍ كمنْ فقدَ الشبابا
- وما معنى الحياة ِ بلا شبابٍ
- سواءٌ ماتَ في المعنى وَشابا
- وليلِ أَسى كصبحِ الشيبِ قبحاً
- أُكابدُهُ سهاداً وانتحابا
- تزيدُ به جوانحيَ اتَّقاداً
- إذا زادتْ مدامعيَ انسكابا
- وشرُّ مكابَدَاتِ القلبِ حالٌ
- يريكَ الضدَّ بينهما انتسابا
- لعلَّكَ والعلومٌ مُغَنِّيَاتٌ
- نسيتَ هناك بالغُنْمِ الإيابا
- أيا عبدَ الإِلهِ نداءَ يأسٍ
- وهل أرجو لدى رمسٍ جوابا
- أصخْ لي كيفَ شئتَ فإنَّ أُنساً
- لنفسيَ أنْ تبلغكَ الخطابا
- يسوءُ العينَ أنْ يَعْتَنَّ رَدْمٌ
- منَ الغبراءِ بينكما حجابا
- وأن تحتلَّها غبراءَ ضَنْكاً
- كما يستودعُ السيفُ القِرابا
- مجاورَ جِلَّة ٍ ضَرَبَتْ شَعُوبٌ
- بعالية ِ البقيعِ لهم قِبَابا
- وكم فوقَ الثَّرى من روضِ حسنٍ
- جرى نفسُ الأسَى فيه فذابا
- فقد نشرَ الخدودَ على التراقي
- وشابَ بقلبيَ الدَّمعَ الرُّضابا
- سقاكَ ولا أَخُصُّ ربابَ مزْنٍ
- لعلَّ ثراكَ قد سئمَ الرَّبابا
- ولكنْ ما يسوغُ على التَّكافِي
- لقبْرِكَ أنْ يكونَ له شرابا
- فاني ربّما استسقيتُ يوماً
- لكَ الجونينِ : جفنيَ والسَّحابا
- فتَخْجلُ من ملوحَتِها دُمُوعي
- إذا ذَكَرَتْ شمائِلَكَ العِذَابا
- تكادُ على التتابعِ وهيَ حمرٌ
- تحَيَّرُ في محاجريَ آرتيابا
- فليتَ أحمَّ مِسْكٍ عادَ غيماً
- فحامَ على ضريحكَ ثم صابا
- وزاحمَ في ثَرَاكَ الدمعَ حتَّى
- يشقَّ إِلى مفارِقِكَ التُّرَابا
المزيد...
العصور الأدبيه