الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> ابن معصوم المدني >> يا راحلينَ وهم في القَلب سكَّانُ >>
قصائدابن معصوم المدني
يا راحلينَ وهم في القَلب سكَّانُ
ابن معصوم المدني
- يا راحلينَ وهم في القَلب سكَّانُ
- هل غير قلبي لكم مأوى وأوطان
- خذوا من الأرض أنى شئتم نزلاً
- فأنتم في سويدا القلب قطان
- وأنت يا حادي الظعن التي ظعنت
- فيها العشية أقمارٌ وأغصان
- بالله إن لم يكن بدٌ لمن ظعنوا
- من منزل بالحمى تأويه أظعان
- فعُجْ بشرقيِّ وادي الرَّمل من اضم
- حيث الغضا والأضى والرند والبان
- لعلهم أن يحلوا منه منزلة ً
- كانوا يحلونها والدهر جذلان
- أيَّامَ أختالُ في بُرد الصِّبا مَرَحاً
- والعمرُ غضٌّ وصفو العيش فَيْنانُ
- لا أوحش الله من ناءٍ تؤرقني
- ذكراه وهو خليُّ البال وَسْنانُ
- أذوى وريق شبابي بعده ظمأٌ
- وغصنه من مياه الحسن ريان
- حيَّا به الله يوماً روحَ عاشقه
- فإنَّما هو للأرواح رَيحانُ
- قد جل في حسنه عن أن يقاس به
- ظبيٌ وبدرٌ وأغصانٌ وكثبانٌ
- لله كم فيه من حُسنٍ يُدِلُّ به
- لو كان يشفع ذاك الحسن إحسان
- يا عاذلي في هواه لا ترم شططاً
- دعني فعذلك شانٌ والهوى شان
- والله ما جادل العذال عاشقه
- إلاَّ وقام له بالحسنِ بُرهانُ
- وأين من سمعيَ اللاَّحي وزُخرفُهُ
- ولي من الحبِّ سلطانٌ وشيطانُ
- وليلة ً بات بدري وهو معتنقي
- فيها سروراً وبدرُ الأُفق غَيرانُ
- فظل ينقع من قلبي غليل جوى ً
- إذ كانَ من قبل إعراضٌ وهجرانُ
- حتى بدا الفجر فارتاعت كواكبها
- كأنها نقدٌ والفجر سرحان
- فقام يَثني قواماً زانَه هَيَفٌ
- كأنَّه بمُدام الوصل نَشوانُ
- وراح والدمع من أجفانه دررٌ
- ورحت والدمع من جفني عقيان
- لله أزمانُ وصلٍ قد مضَت وقضت
- أن لا تعود بها ما عشت أزمان
- مرت فلم يبق لي إلا تذكرها
- وذكر ما قد مضى للوجد عنوان
- فيا زمانَ اللِّوى حيِّيتَ من زمنٍ
- ولا أغب اللوى والسفح هتان
المزيد...
العصور الأدبيه