الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> ابن معصوم المدني >> أحباي أما الود مني فراسخ >>
قصائدابن معصوم المدني
- أحباي أما الود مني فراسخ
- وإن حال دوني عن لقاكم فراسخ
- كأن نهاري بعدكم نابُ حَيَّة ٍ
- وليل إذا ما جن أسود سالخ
- نأيتم فلا حر الفراق مفارقٌ
- فؤادي ولا جمرُ الصَّبابة بائخُ
- وكيف وأنفاسِي من الشَّوق والجَوى
- لنار الأسى بين الضلوع نوافخ
- لئن نسخَ البينُ المشِتُّ وِصالَنا
- فما هو للحب المبرح ناسخ
- وليلٍ كيوم الحشر طولاً سهرته
- وبين جفوني والمنام برازخ
- وكم ليلة ٍ مَدَّت دُجاها كأنَّما
- كواكبُها فيها رَواسٍ رَواسِخُ
- أرقت بها والصبح قد حالف الدجى
- فما نَسْرُها سارٍ ولا الدِّيك صارخُ
- كأن نجوم الأفق غاصة لجة ٍ
- توحَّلْنَ فالأقدامُ منها سوائخ
- كأنَّ حناديسَ الظَّلام أداهِمٌ
- لها غُدرٌ ملء الجباه شَوادخُ
- كأن سهيلاً راح قابس جذوة ٍ
- فرافى وأنضاء النجوم روابخ
- كأنَّ صغارَ الشُّهب في غَسَق الدُّجى
- فِراخُ نُسورٍ والبُروج مَفارِخُ
- كأنَّ مُعلَّى القُطب فارسُ حومة
- علا قِرْنَه في ملتقى الكرِّ شامخ
- كأنَّ رقيقَ الأفق بُردٌ مفوَّقٌ
- له موهن الظلماء بالمسك ضامخ
- كأن ذكا باعت من المشترى إنبها
- فلم تستقِلْ بَيعاً ولا هو فاسِخُ
- فيالك من ليلٍ طويلٍ كأنه
- على كلِّ ليلٍ بالتَّطاول باذخُ
- وفي القلب أنواعٌ من الشوق جمة ٌ
- تُدَكُّ لأدْناها الجبالُ الشَّوامخُ
- ولا مثل شوقي لابن عبدٍ فإنه
- لِصبري إذا حاولتُه عنه ماسخُ
- فيا أيها الشيخ الذي أذعنت له
- شبابٌ على علاَّتها ومشايخُ
- لعمري لأنت الصادق الود في الورى
- ومَن حُبُّه في حَبَّة القلب راسخُ
- لكَ الكلماتُ الغرُّ والمنطقُ الذي
- أقر له بالفضل قارٍ وناسخ
- عليك سلامُ اللَّه ما حَنَّ مُغرمٌ
- وما دوخ الأحشاء للشوق دايخ
المزيد...
العصور الأدبيه