الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> ابن معصوم المدني >> أشارت من لها في الحسن شاره >>
قصائدابن معصوم المدني
- أشارت من لها في الحسن شاره
- فأفهمتِ الضَّميرَ من الإشارَة
- وبشَّر طيفُها بالوَصل ليلاً
- ووافاني يقول لك البشارة
- مُهفهفة ُ القَوام إذا تثنَّتْ
- ثنت قَدّاً تفرَّدَ بالنَّضارَة
- لها خدٌّ تَسعَّرَ جلُّ ناري
- به لمَّا أراني جُلَّنارَه
- توق أخا الغرام رضاب فيها
- فكم شقت حلاوتها مراره
- وكم غرَّت بماضي مُقلتَيْها
- مُعنّى ً حكَّمت فيه غِرارَه
- وشبهَّت الحُسامَ به مَضاءً
- فغار فشن في العشاق غاره
- جرى ماء النعيم بوجنتيها
- فزاحمه الجحيمُ فشبَّ نارَه
- تُريكَ إذا بدت وَهْناً مَحيَّاً
- يحاكي ليله ضوءاً نهاره
- ولولا أنه قمرٌ تجلى
- لما دار الخمار عليه داره
- وتبدي حالتي وصلٍ وصدٍ
- فتُحيي تارة ً وتُميتُ تارَه
- سَكِرتُ بحبِّها من قبل سُكري
- وما عاقرتُ من دَنٍّ عُقارَه
- وقالوا حبُّها نارٌ تَلظَّى
- لقد قاسوا وما قاسوا أواره
- فأينَ النارُ منه ومِن لَظاهُ
- وليس النار منه سوى شراره
- وكم عاصيت فيها من نصوحٍ
- أقال اللَّهُ من نُصحي عِثارَه
- رأى هَجري ولم يَعلم لجهلٍ
- بأن الهجر عقباه الزياره
- وقاسمت العذول على هواها
- فكان الربح لي وله الخساره
المزيد...
العصور الأدبيه