الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> ابن معصوم المدني >> أرأيتَ بين المأزِمين كواعبا >>
قصائدابن معصوم المدني
- أرأيتَ بين المأزِمين كواعبا
- أسفرنَ أقماراً ولُحنَ كواكبا
- رنَّحْنَ من أعطافِهنَّ ذوابلاً
- ونضَوْنَ من أجفانهنَّ قواضِبا
- وغَدونَ يَمنحنَ العيونَ مواهِباً
- حُسناً ويَسْبيَن القلوبَ نواهِبا
- ما رحنَ في كِلَل الجَلال غوارباً
- حتى أرينَ من الجَمال غَرائِبا
- من كلِّ واضحة ِ الجَبين كأنَّها
- قمرٌ يُنيرُ من الفُروع غَياهبا
- تختالُ من مَرح الشَّبية ِ والصِّبا
- فتُعيدُ فَوْدَ أخي الشَّبيبة ِ شائِبا
- فاقَتْ على أترابها لمَّا جلَتْ
- تحتَ العُقود مع النُّهودِ ترائبا
- لا تعجَبُوا لتهتُّكي فيها وقد
- أبدَتْ من الحُسن البَديع عَجائبا
- تَرنو لواحظُها فيَفْري طرفُها
- عن حدِّه المسنُونِ قلبي الواجبا
- فحذارِ من تلكَ اللِّحاظِ فإنَّها
- أمضى من البيض الرِّقاق مَضاربا
- ما زال دمعُ العين منِّي صائبا
- وَجْداً وسهمُ العينِ منها صائبا
- وصَبابِها قلبي فَراقَ لَهُ الهوى
- عَذْباً ولم يَرَه عذاباً واصِبا
- وتزيدُني ظمأً مواردُ حبِّها
- ولقد وردتُ من الغَرام مَشاربا
- لم أصحُ قطُّ وكيف يَصحو في الهَوى
- مَنْ راحَ مِنْ راحِ المحبَّة شارِبا
- لم ترضَ لي أنِّي أهيمُ بحُسْنِها
- حتى هجرتُ أحبَّة ً وحَبائِبا
- أدْنُو فيُقْصيني جَفاها راهِباً
- منها وتُدنيني الصَّبابة ُ راغِبا
- يا صاحبي إن كنتَ غيرَ مُلائمي
- فَدَع الملامَة لي عَدِمْتُكَ صاحِبا
- لي مذهبٌ فيما أراهُ وقد أرى
- للناسِ فيما يَعَشُقون مذاهبا
- قسماً بصدقِ هوايَ وهو أليَّة ٌ
- يُلفى لدَيْها كلُّ واشٍ كاذِبا
- لو أنَّني أفنيتُ فيها مُهجتي
- وقضيتُ نحبي ما قَضيتُ الواجبا
المزيد...
العصور الأدبيه