الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> ابن معصوم المدني >> ما بال قلبك لا يزال مولها >>
قصائدابن معصوم المدني
- ما بال قلبك لا يزال مولها
- لا الحلمُ يردعُه الغداة َ ولا النُّهى
- أأعادَ عِيدَ غرامه طيرٌ شَدا
- فغدا يحنُّ إلى زمانٍ قد زَها
- ما زادَه اللاَّحون عذلاً في الهوى
- إلا وزاد تولعاً وتولهاً
- وتوجعاً وتحزناً وتململاً
- وتشوُّقاً وتحرُّقاً وتأوُّهاً
- ما أنت أوَّلَ من نأَى عن داره
- ورمت به أيدي النوى فتدلها
- قد آن أن تَثني غرامَك سلوة ٌ
- فتُفيقَ منه طائعاً أو مُكرَهاً
- أصَفا لدمعِكَ أن يبيتَ مُرقرِقاً
- وحلا لقلبك أن يظل مولها
- عبثت صروف النائبات به فلا
- جزعٌ يأوِّبُه ولا صبرٌ وهى
- ما إن شدت ورقاء فوق أراكة
- إلاَّ وكان له حنينٌ مثلَها
- ولقد نهاه الناصحون عن الهوى
- فأبى وكان هو الرشيد لو انتهى
- سفهاً لرأيكَ أن رجوتَ لما مضى
- رَجعاً وقد وزعَ المشيبُ ونَهنها
- هيهات أيّامُ الشَّباب وعهدُه
- إذ كنتَ في ظلِّ الشَّبابِ مُرفَّها
- لا تحسبن أن المعاهد بالحمى
- تلك المعاهد والمها تلك المها
- قد أقفرَتْ تلك الربوعُ وفُرِّقتْ
- تلك الجموعُ فلا البهيُّ ولا البهَا
- أقصِرْ فقد خَلت الديارُ فلا هوى ً
- يصبى إليه ولا مليحٌ يشتهى
- لم تبق إلا لوعة ٌ أو حسرة ٌ
- يمسي بها الصخر الأصم مدلها
المزيد...
العصور الأدبيه