الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> ابن معصوم المدني >> سرت نفحة ٌ من حيهم بسلام >>
قصائدابن معصوم المدني
- سرت نفحة ٌ من حيهم بسلام
- فأحْيَت بما حيَّت صريعَ غرامِ
- لئن نَقعَتْ من لاعج الوجد غُلَّة ً
- فمن بعد ما أروت لهيب أوام
- أحيَّت براحٍ أم بريَّا تحيَّة ً
- سكرتُ بها سُكري بكاس مُدامِ
- سرت قبل مسراها الصبا بشميمها
- فأزرت بعرفي عبهرٍ وخزام
- ووافى شذاها بالشفاء لمدنفٍ
- من الشوق مغلول الجوانح ظامي
- ولما دنت مني حللت لها الحبى
- وبادرتُ إعظاماً لها بقيامِ
- ومطَّت قناعَ الطِّرس عن ضوء حسنها
- فنار بها ربعي وضاء مقامي
- فشنَّفتُ سَمعي من فرائِد لفظها
- بجوهر أسلاكٍ ودُرِّ نظامِ
- وقلَّدتُ جيدي من تقاصير نظمها
- عقودَ لآل فذَّة ٍ وتؤامِ
- ولم أدر ما أهداه لي حسن سجعها
- أرنَّة شادٍ أم هديلَ حَمام
- كأنَّ معانيها بحالِكِ نِقْسها
- بدور تمام في بهيم ظلام
- كأن مبانيها مباسم غادة ٍ
- نضَت عن لآليها فضولَ لثام
- كأنَّ قوافيها أزاهرُ رَوضة ٍ
- تبسَّمن صُبحاً عن ثغورِ كِمام
- وما بالها لا تجمع الحسنَ كلَّه
- وقد بلغت في الحسن كل مرام
- ولا غرو أن أربت على القول أنها
- كلام ملوكٍ أو ملوك كلام
- فيا سيداً مذ غالني الدهر قربه
- وقفت عليه لوعتي وهيامي
- تحدَّر دَمعي مذ تذكَّر عهدَه
- تحدُّر قَطرٍ من مُتونِ غَمامِ
- وأصبحت الأحشاء من فرط شوقه
- تشبُّ لظى نيرانها بضِرام
- بعثتَ بأبيات من الشعر أصبحَتْ
- تمائم جيدي بل شفاء سقامي
- أبنت بها عن لهجة ٍ هاشمية ٍ
- ملكت بها للقول كل زمام
- توارثتَها عن عصبة مضريَّة ٍ
- مدارَه فصحٍ منجبين كرام
- وضمَّنتها من خالص الودِّ نفثة ً
- شحذت بها عضبي ورشت سهامي
- وإن كنتُ أضمرتُ السكوتَ تحيَّة
- فحسبي سكوتٌ ناطقٌ بذمامي
- فلا برحت تغشاكَ منِّي رسائلٌ
- بنشر ثناءٍ أو بطيب سلامِ
- أحيِّي به ذاك المُحيَّا وإنَّما
- أحيِّي به والله بدرَ تَمامِ
المزيد...
العصور الأدبيه