الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> ابن معصوم المدني >> خطرت في شمائلٍ ونعوت >>
قصائدابن معصوم المدني
- خطرت في شمائلٍ ونعوت
- نفت العقل في محلِّ الثُّبوتِ
- وتجلَّيت تميس في ثوب حسنٍ
- حِيكَ بالكبرياءِ والجَبرُوتِ
- شاهدَ العقلُ من وَمِيضِ سَناها
- ما سباه فظلَّ كالمبهوتِ
- ورآها قد أرخصت كلَّ غالٍ
- فتغالى في حُسنها المنعُوت
- رامَ ذُو النُّطق أن يَفوهَ بقولٍ
- فانثنى لم يَسَعْه غير السكوتِ
- إن تيمَّمت سمتها فتجنَّب
- يا أخا العزم عن جميع السُّموتِ
- وإذا ما دنوت قرب حماها
- فاخلَع النَّعلَ خاضِعاً بقُنُوتِ
- واحفظِ القلبَ أن يَبُوحَ بسرٍّ
- وانتظرها لوقتها الموقوتِ
- وإذا أصفت الهوى وأدارت
- في صفا الدرِّ ذائب الياقوتِ
- فاغتبقها ولا تمل لسواها
- فهي تُغني المحبَّ عن كلِّ قُوتِ
- لو تجلَّى منها على الكون كأسٌ
- أسكرَتْ كلَّ ناطقٍ وصَمُوت
- ولَعمري لولا سَناها بليلٍ
- ما اهتدى مدلجٌ إلى الحانوتِ
- يا سُروري بها وقد وَلِهَ القلْـ
- ـبُ فألهتْ بسِرِّها اللاَّهوتي
- آنست وحشة الفؤاد وجلَّت
- عنه بالنُّور ظلمة النَّاسوتِ
- قد رآها الكليمُ نورَ هداهُ
- ثمَّ كانت سكِينة َ التَّابُوتِ
- أمَّ طالوت حانها فحبته
- ملك قوم طالوا على طالوتِ
- واحتساها داود صرفاً فأضحى
- ظافراً في الوَغى على جالُوتِ
- وأضلَّت عقولَ قومٍ فقالوا
- هي سحرٌ يعزى إلى هاروتِ
- وطَغى من طَغى بجهلٍ عليها
- فهدته للجبت والطَّاغوتِ
- ونفته عن مشهد القرب منها
- فَنَفاها بِعَقلِهِ المَسْبُوتِ
- زادت العالم الوقور ثباتاً
- واسْتخفَّت بالجاهِل المَمْقُوتِ
- كيف يَخفى عن العُيون سَناها
- وهوَ بادٍ في المُلْك والمَلَكُوتِ
- قلْ لِنفسٍ قد نازَعَتْكَ إليها
- إن ترومي بها الحياة فموتي
المزيد...
العصور الأدبيه