الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> ابن معصوم المدني >> تبدي السلو وأنت مرتهن >>
قصائدابن معصوم المدني
- تبدي السلو وأنت مرتهن
- وخفيُّ سرِّك في الهوى علنُ
- هذي شهود الحب ناطقة ٌ
- لا الروح تكذبها ولا البدن
- إن رمت تكتم ما تكابده
- بعدَ النَّوى فلرأيكَ الغَبَنُ
- ما زال يُجهدُك الغرامُ أسى ً
- حتَّى جَفا أجفانَكَ الوسنُ
- في كلِّ حين للفؤادِ شجى ً
- يوهي العزاء وللهوى شجن
- أنى لقلبك أن يقال صحا
- وثنى جمُوحَ ضلالهِ الرَّسَن
- قد كان أولاكَ النصوحُ هُدى ً
- لو أنَّه في النُّصح مؤتَمَنُ
- لكن تَعامى عن نصيحتِه
- منك الفؤاد وصمت الأذن
- وغدوتَ تخطرُ في بُلهنِيَة ٍ
- من صفوِ عيشكَ والهوى فِتَنُ
- يُصيبكَ كلُّ مهفهفٍ نَضِرٍ
- من قده يتعلم الغصن
- فتن القلوب بحسن طلعته
- فكأنَّه في حُسنه وثنُ
- وأراكَ من باهي محاسِنِه
- مِنحَاً ولكن دونَها مِحَنُ
- أمَّا الغرامُ فقد مُنيتَ به
- فعلام يرهن عزمك الوهن
- قد طال مُكثُكَ حيث لا وطرٌ
- يصفو به عيشٌ ولا وطن
- وأضر قلبك طول مغتربٍ
- لا مسكنٌ يَدنو ولا سكنُ
- فالامَ ترضى ـ لا رضيتَ ـ بأن
- يُنمى إليك العجزُ والجُبُنُ
- أحَلا لنفسِكَ أن يُقالَ لها
- هذا عليٌّ حَطَّه الزَّمنُ
- حصل الجهول على مآربه
- ومضى بغير طلابه القمن
- حتى متى قولٌ ولا عملٌ
- وإلى متى قصدٌ ولا سَننُ
- ما شان شأنك قط منتقص
- أنت العلي وذكرك الحسن
- فاقطَع برحلَك حيث لا عتبٌ
- واربَأ بعرضِكَ حيث لا دَرَنُ
- وافخر بسَبْقكَ لا بسبق أبٍ
- فخراً فأنت السابق الأرن
- إن يبلَ ثوبُك فالنُّهى جُنَنٌ
- أو تود خيلك فالعلى حصن
- لا تبتئِس لملمَّة عرضَتْ
- لا فرحة تبقى ولا حَزَنُ
المزيد...
العصور الأدبيه