الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> ابن معصوم المدني >> بنفسيَ هيفاءُ المعاطفِ ناهدُ >>
قصائدابن معصوم المدني
- بنفسيَ هيفاءُ المعاطفِ ناهدُ
- أروادُها عن نَفسها وتُراودُ
- وقد عذلتها العاذلات وإنما
- عواذل ذات الخال في حواسد
- شُغفتُ بها حبّاً ورمتُ وصالَها
- ورامت وصالي والقلوب شواهد
- إلى أن خلَونا للعِناق وقد دَنا
- محبٌّ لها في قُربه مُتباعِدُ
- وقد سكنَتْ عنَّا الوشاة ُ وأبلَسَتْ
- كما سكنت بطن التراب الأساود
- شرعتُ لها رُمحاً أصمَّ مقوَّماً
- تخرُّ له عند الطِّعان الوَلائِدُ
- فلمَّا رأته استعظمته وكبَّرت
- وقالت وقد هانت عليها الشدائدُ
- لعمري هو المطلوب لو أن غادة ً
- تساعدُني في حَمْله وأساعدُ
- فقلت لها مهلاً فديتك إنه
- إذا عظُم المطلوبُ قلَّ المساعدُ
- ولكن إذا ما شئت أولجت بعضه
- ورأيُك في إيلاج ما هو زائدُ
- فقالت على اسم الله أولجه إنني
- سأجْهدُ في صبَري له وأجاهِدُ
- فأضجعتُها والليلُ قد مدَّ سجفَه
- وإنَّ ضَجيعَ الخَوْدِ منِّي لَماجدُ
- فما راعَها إلاَّ وقد خاض جَوفَها
- قمدٌ له عند الطعان مكايد
- ولم يَحْمها من فَتكتي عند طَعْنِها
- لَمى شَفتَيهْا والثُّديُّ النواهدُ
- فأنت ورنت وارجحنت وأجهشت
- وقد بل من فيض الدماء المجاسد
- وقالت بهذا الرمح تفتض طفلة ً
- وقد عجزت عنه النساء القواعد
- فقلتُ فدتكِ النفسُ صَبراً فإنَّها
- مواردُ لا يُصدِرْنَ من لا يجالدُ
- فقالت وهل صبرٌ عدمتك فاتكاً
- على طعنة ٍ تنقد منها القلائد
- ورمحك هذا في الرماح بليَّة ٌ
- تضيق به أوقاته والقاصد
- فقلت احمليه ساعة ً وتحملي
- فلا بأس إن ضاقت عليه الموارد
- فقالت إذَنْ لا تُكثر الدَّفع واتَّئدْ
- ودعني قليلاً أتقي ما أكابد
- فإنَّ قليلَ الحُبَّ في العقل صالحٌ
- وإن كثير الحب بالجهل فاسد
- فعاملتها بالرفق والرفق مذهبي
- ولكن طبع النفس للنفس قائد
- فطوراً أراضيها وطوراً أروُضُها
- وطوراً أدانيها وطوراً أباعدُ
- إلى أن تَسنَّى أمرُها وتسهَّلتْ
- مسالكها والتف جيدٌ وساعد
- فباتت تجيدُ الرَّهز تحتي وقد غدت
- تصادم رمحاً تتقيه الجلامد
- وتسعدني في غمرة ٍ بعد غمرة ٍ
- سَبُوحٌ لها منها عليها شَواهدُ
- تَثنَّى على قَدر الطِّعان كأنّما
- مفاصلها تحت الرماح مراود
- وقالت جزيت الخير هل أنت عالمٌ
- بأنك في قلبي لعمري خالد
- وإن دماً أجريته بك فاخرٌ
- وإن فؤاداً رعته لك حامد
المزيد...
العصور الأدبيه