الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> ابن معصوم المدني >> أما والهوى حِلْفاً ولستُ بحانِثِ >>
قصائدابن معصوم المدني
أما والهوى حِلْفاً ولستُ بحانِثِ
ابن معصوم المدني
- أما والهوى حِلْفاً ولستُ بحانِثِ
- لما أنا للعهد القديم بناكثِ
- يحدِّثها الواشي بأنِّي سلوتها
- بقد حدَّث الواشي بأعظم حادثِ
- وما علمت أنِّي تفرَّدت في الهوى
- فأنَّى لها مثلي بثانٍ وثالثِ
- بُليتُ بفَدْمٍ ليس يَعرِفُ ما الهوى
- وآخر عن سرِّ المحبَّة باحثِ
- يسائلُني هل للصَّبابة باعِثٌ
- فقلت نعم عندي لها ألف باعثِ
- توزَّعَ قلبي بين خَدٍّ مُضرَّجٍ
- وجَفْنٍ كليلِ الطَّرفِ بالسِّحر نافثِ
- وخمرة حبٍّ عتِّقت قبل آدمٍ
- فكان حديثاً عندَها عهدُ يافثِ
- سَكِرتُ بها فارتحتُ من فَرطِ نَشوَتي
- لخفق المثاني واصطكاك المثالثِ
- وبنت كرامٍ رحت منتشياً بها
- إذا ما انتشى غيري بأمِّ الخبائثِ
- كلِفتُ بها والعمر مُقتبلُ الصِّبا
- ولم تنتهب شملي صروف الحوادثِ
- حججتُ إلى داعي الغَرام مُلبِّياً
- ولم أكُ في حجِّي إليه برافِثِ
- ولم أكترِثْ في الحبِّ من لوم لائمٍ
- ولكن سماع اللَّوم إحدى الكوارثِ
- ولله عهدٌ فرَّق البين شمله
- وعاثت به أيدي اللَّيالي العوابثِ
- فأصبحَ صَبري راحِلاً عن مَقَرِّه
- وقد كنت أدري أنه غير لابثِ
- فقلت لقلبي كيف حالك قال لي
- دَعِ القولَ إنِّي بعدهم غيرُ ماكِثِ
المزيد...
العصور الأدبيه