الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> ابن معصوم المدني >> أما الصَّبوحُ فإنَّه فَرضُ >>
قصائدابن معصوم المدني
- أما الصَّبوحُ فإنَّه فَرضُ
- فالام يكحل جفنك الغمض
- هذا الصباح بدت بشائره
- ولخيله في ليله ركض
- والليل قد شابت ذوائبه
- وعذاره بالفجر مبيض
- فانهض إلى حمراء صافية ٍ
- قد كادَ يشربُ بعضَها البعضُ
- يَسقيكَها من كفِّهِ رشأٌ
- لدن القوام مهفهفٌ بض
- سِيَّان خمرتُه وريقتُه
- كلتاهما عِنبيَّة ُ مَحْضُ
- تدمي اللواحظ خده نظراً
- فاللحظ وجناته عض
- من ضمَّهُ فتحَ السُّرورُ له
- باباً وكانَ لعيشه الخَفْضُ
- باهت - وقد أبدى محاسنه -
- بدر السماء بحسنه الأرض
- يسعى بها كالشمس مشرقة ً
- للعين عن إشراقِها غضُّ
- والكأسُ إذ تَهوي بها يدُهُ
- نجمٌ بجنح الليل منقض
- بات الندامى لا حراك بهم
- إلا كما يتحرك النبض
- في روضة ٍ يُهدي لنا شِقها
- أرجَ الحبائب زهرُها الغَضُّ
- ختم الحَيا أزهارَها فغدا
- بيد النَّسيم لخَتْمها فَضُّ
- فاشرب على حافاتها طرباً
- وانهضْ لها إن أمكن النَّهض
- لا تنكرن لهوي على كبري
- فعليَّ من عَصرِ الصِّبا قَرضُ
- أغرى العذول بلومه شغفي
- فكأنما إبرامه نقض
- خالفته والرأي مختلفٌ
- شأني الودادُ وشأنُه البغضُ
- مهلاً فليس على الفتى دنسٌ
- في الحبِّ ما لم يَدْنَس العِرضُ
المزيد...
العصور الأدبيه