الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> ابن معصوم المدني >> أليَّة ً بانعطافِ القامة ِ النَّضرَة >>
قصائدابن معصوم المدني
أليَّة ً بانعطافِ القامة ِ النَّضرَة
ابن معصوم المدني
- أليَّة ً بانعطافِ القامة ِ النَّضرَة
- ونظرة ٍ لاختطاف العقلِ مُنتظِرَه
- وغرة ٍ كضياء الصبح مشرقة ٌ
- وطُرَّة ٍ كظَلام اللَّيلِ مُعتكرَه
- ما مالَ قلبي المعنَّى بعدَ فُرقتها
- عنها لمعرفة ٍ كلاَّ ولا نَكِرَه
- ظنت سلوي فراحت وهي عاتبة ٌ
- ولو درَتْ لأتتني وهي مُعتذِرَه
- إن تعتبن فلها العتبى وإن نقمت
- مني على غي ذنبٍ فهي مقتدرة
- أما وعَهْدِ الهوى ما ساءَها خُلقي
- ولا تنمرت من أخلاقها النمره
- لكن كتمتُ عن الواشينَ بي وبها
- محبَّة ً هي في الأحشاءِ مُستَتِرَه
- فأرْجفوا أنَّني سالٍ وما عَلِمُوا
- بأن نار الهوى في القلب مستعره
- هيهات أين من السُّلوان مكتئِبٌ
- قد مله ليله من طول ما سهره
- أنفاسُه بزفير الشوقِ صاعدة ٌ
- لكن أدمعه بالوجد منحدرة
- آهٍ لأيَّام وصلٍ بالحِمى سلَفَت
- إذ كنت من طيبها في جنة ٍ خضره
- أيام لا صفو عيشي بالنوى كدرٌ
- ولا نجومُ سماءِ الوصلِ مُنكدِرَه
- حيث الصبابة باللذات آمرة ٌ
- والنفس طوعاً لما تهواه مؤتمره
- ما عن لي ذكرها في كل آونة ٍ
- إلاَّ ولي كَبِدٌ بالوَجدِ مُنْفطِرَه
- ولا تذكَّرتُ ذاكَ الشَّمل مُجتمعاً
- إلا استهلت دموعي وهي منتثره
- وما على دون هذا الخطب مصطبرٌ
- لكن نفسي على الحالات مصطبره
- بالله يا صاحبي قل للصبا سحراً
- إذا أتت وهي من أنفاسِها عَطِرَه
- هل عهدُ سُعدى كما قد كان أم خَفَرت
- عهد الأحبة تلك الغادة الخفره
- وهل تراها بطيب الوصل جابرة ً
- منَّا قلوباً بطول الهجرِ مُنكسِرَه
- أما كفى البين - لا دارت دوائره -
- نوى الحباب وتلك الخطة الخطره
- حتى قَضى بنَوى الأحباب كلِّهُمُ
- فلم أزل بعدهم في عيشة ٍ كدره
- إخوانُ صدقٍ كأنَّ الله أطلعَهُمْ
- كواكباً في سماء المجد مزدهره
- منهم حسينٌ أدام الله بَهجتَه
- وصانَه ربُّهُ عن كلِّ ما حذِرَه
- الهاشميُّ الذي جلَّت مكارمُه
- عن كل حصرٍ فراحت غير منحصره
- والحاتمي الذي أضحت عوارفه
- لمغتفى نيله كالسحب منهمره
- جنابُهُ كعبة ٌ للفضلِ ما بَرِحتْ
- لها الوفودُ من الآفاقِ مُعتمِرَه
- وكفه كم كفت باليسر إذ وكفت
- بمستهلِّ النَّدى ذا عُسرة ٍ عَسِرَه
- قرت به أعين الراجين حين رأت
- من راحَتَيهِ عيونَ الجُود مُنفجِرَه
- هو الهمامُ الذي أعْلَته همَّتهُ
- مراتباً لذرا الأفلاك محتقره
- وهو النَّسيبُ الذي يَروي مناقبَهُ
- عن نسبة بصميم المجد مشتهره
- لو شاهدَتْ فخرَه الزّاكي عشيرَتُه
- أضحت على جملة الأسلاف مفتخره
- له خَلائقُ لو مرَّ النسيمُ بها
- أغنته عن نفحات الروضة النضرة
- إذا تأمَّلتِ الأبصارُ رُتبتَه
- أو البصائر عادت وهي منبهره
- ما أطنبتْ فكرتي في نعت شِيمَتِه
- يا سيِّداً لم تَزَلْ طولَ المدى مِقَتي
- عليه دون جميع الخلق مقتصره
- وافتْ قصيدتُك الغرَّاءُ حاسرة ً
- للعتب وجهاً وبالإحسان معتجره
- فقلتُ أهلاً بها شُكراً لمُنْشئِها
- بكراً أتت لجميل العتب مبتكره
- أوردتُها حين جاءَت تشتكي ظمأ
- منِّي مناهلَ ودٍّ عذبة ً خَصِرَه
- فلم أر العذر إلا الاعتراف بما
- عدَّتْهُ ذنباً فكن ـ لا زلتَ ـ مُغتفِرَه
- أما الوداد لا والله ما برحت
- راياتُه في صميم القلب مُنتشِرَه
- حاشا لمثلي في دعوى محبته
- أن يبخس الود من يهواه أو يتره
- فكنْ على ثقة ٍ منِّي فلسَت ترى
- إلاَّ عهودَ ودادٍ غيرَ مُنبَتِرَه
- وخذ إليك عروساً حليها دررٌ
- لها نحور الغواني الغيد مفتقره
- مذ التزمتُ بها كسرَ الرَّوِيِّ غدت
- بالانكسارِ على الحسَّادِ مُنتصِرَه
- واسلم ودُمْ راقياً في عزَّة ٍ رُتباً
- من دونها أنفسُ الأعداءِ مُنقهِرَه
المزيد...
العصور الأدبيه