الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> ابن معصوم المدني >> أفي كلَّ يومٍ للأمانيَّ تَكذِيبُ >>
قصائدابن معصوم المدني
أفي كلَّ يومٍ للأمانيَّ تَكذِيبُ
ابن معصوم المدني
- أفي كلَّ يومٍ للأمانيَّ تَكذِيبُ
- ولِلدَّهر تَصعيدٌ علينا وتَصْويبُ
- إلامَ انقيادي للزَّمانِ تَروعُني
- له كلَّ يوم مُزعجاتٌ أساليبُ
- أفي الحقِّ أن أصدى وفي القلب غُلَّة ٌ
- يَشبُّ لها بين الجَوانح اُلُهوبُ
- ويُصبح مَن دُوني نَقيعاً أوامُهُ
- يَسوغُ له عذبُ الموارد اُثعُوبُ
- أروحُ وأغدو تَقتضِيني نَجاحَها
- أمانيُّ نَفسٍ كلُّهنَّ أكاذيبُ
- عتبتُ على دَهري وما الدهرُ مُعِتباً
- ولكنَّ عجزاً انتظارٌ وتأنيبُ
- وقد ساءني بين المهَانة والعُلى
- مقامي على حال لها الجأشُ مرعوبُ
- فأمَّا عُلاً لا يُلحَقُ الدَّهرَ شأوُها
- وأمّضا خمولاً فهو في الحقِّ مَرغوبُ
- طُبِعتُ عل ما لو تكلَّفُت غيرَه
- غُلبتُ وقد قيل التكلُّفُ مَغلوبُ
- أيوقفُني صرفُ الزَّمان ضَراعة ً
- وما الخطوُ مقصورٌ ولا القيدُ مكروبُ
- إذاً لا نَمتْ كفِّي إليَّ مهنَّدي
- ولا قرَّبتْ بي المقرَباتُ اليَعابيبُ
- وكلُّ طمرٍّ فائتِ الشأوِ سابقٍ
- له في مَوامي البِيد عدوٌ وتَقْريبُ
- علامَ ولا سُدَّت عليَّ مَذاهبي
- ولا عاقَني تَرغيبُ أمرٍ وتَرهيبُ
- إذا أقعدَتْني الحادثاتُ أقامَني
- لِنيل العُلى عزمٌ وحزمٌ وتجريبُ
- وإن أنا جُبتُ البيدَ في طلَب العُلى
- فكم جابَها قَبلي كرامٌ وما عِيبوا
- تُجاذبني الأيامُ فضلَ مقادَتي
- ومن دُونه فَرعُ السِّماكين . مَجذوبُ
- وما عذرُ من يَرجو من الدَّهر سَلمهُ
- وقد أمْكنَتهُ المرهَفاتُ القَراضيبُ
- لقد آن أن يَصفو من العزِّ مَوردي
- فينجحَ مأمولٌ ويرتاحَ مَكروبُ
- أنِفتُ لمثلي أن يُرى وهو والهٌ
- وما أنا ممَّن تَزدهِيه الأطارِيبُ
- أبيتُ فلا يَغشى جنابيَ طارقٌ
- كأنِّي ضَنينٌ من نواليَ محجوبٌ
- أبى ليَ مَجدي والفتوَّة ُ والنُّهى
- وهمَّة ُ نفسٍ أنتجتها المناجِيبُ
- وقد عَلمْت قومي وما بي غباوة ٌ
- بأنِّي لنَيل المُكرمات لمخطُوبُ
- وهذا أبي لا الظَّنُّ فيه مخيَّبٌ
- ولا المجد متعوسٌ ولا الرأي مكذوبُ
- له من صَميم المجدِ أرفعُ رتبة ٍ
- ومن هاشمٍ نهجٌ إلى الفَخر مَلحُوبُ
- وهل هو إلاَّ دَوحة ٌ قد تفرَّعتْ
- فكنتُ لها غُصناً نَمَتْه الأنابيبُ
- وما ذاتُ نشرٍ قد تضاحك نَورُها
- وهلَّ بها من مَدمَع المزنِ شُؤ بوبُ
- تُغانُ لها ريحُ الصَّبا إن تنفَّست
- وللشمس تَفضِيضٌ عليها وتَذهيبُ
- ينافسُ ريَّاها من المِسْكِ صائِكٌ
- ومن نفحات المَنْدل الرَّطب مَشبوبُ
- بأعبقَ نشراً من لَطيمة ِ خُلْقِه
- إذا فُضَّ عنها من مَكارمه طِيبُ
- هُمامٌ إذا ما همَّ أمضى على العِدى
- من العَضب حدّاً وهو أبيضُ مَذروبُ
- تُريكَ زُؤامَ الموتِ لحظة ُ بأسِه
- وماءُ الحَيا من جُود كفَّيه أسكوبُ
- هو الأبلجُ الوضَّاحُ فوقَ جبينه
- ضياءٌ من النُّور الالهِّي مكتوبُ
- حفيٌّ باكرام النَّزيل إذا أوى
- إلى سُوحه آواه أهلٌ وترحيبُ
- فتى ً ثُقلت أيدي نَداه على الطُّلى
- فأطَّت كما أطَّت لاعبائِها النيبُ
- أقام عمادَ الملك بعد ازوراره
- فأمسى له نصٌّ اديه وتطنيبُ
- أتربَ المعالي والعَوالي وربَّها
- ومن ضاق في عَلياه وصفٌ وتلقيبُ
- شكوتُك حالاً قد أتاحت ليَ الجوى
- فهل أنت مُشكٍ أم لحظِّيَ تتبيبُ
- أعيذك أن أمسي وفي النَّفس حاجة ٌ
- ومن دون ما أرجوهُ همٌّ وتعذيبُ
- أراني لَقى ً لا يَرهبُ الدهرَ سطوتي
- عدوٌّ ولا يَرجو نواليَ محبوبُ
- فحاشاكَ أن ترضى لشِبلكَ أن يُرى
- وقد نشِبتْ للدهر فيه مخاليبُ
- وعَدتُ رجائي منكَ أنجح مِنحة ٍ
- وانِّيَ إن لم أوفِ وعدي لَعُرقوبُ
- فها أنا قد وجَّهتُ نحوكَ مطلبي
- وأغلبُ ظنِّي أن سَينجحُ مَطلوبُ
المزيد...
العصور الأدبيه