قصائدابن معتوق



أَمَا وَالْهَوَى لَوْلاَ الْجُفُونُ السَّوَاحِرُ
ابن معتوق



  • أَمَا وَالْهَوَى لَوْلاَ الْجُفُونُ السَّوَاحِرُ

  • لَمَا عَلِقَتْ فِي الْحُبِّ مِنَّا الْخَوَاطِرُ

  • ولولا العيونُ النَّاعسات لما رعتْ

  • نُجُومَ الدُّجَى مِنَّا الْعُيُونُ السَّوَاهِرُ

  • وَلَوْلا ثُغُورٌ كَالْعُقُودِ تَنَظَّمَتْ

  • لما انتثرتْ منَّا الدموعُ البوادر

  • وَلَمْ نَدْرِ كَيْفَ الْحَتْفُ يَعْرِضُ لِلْفَتَى

  • وما وجههُ إلاَّ الوجهٌ النَّواضرُ

  • وَإِنَّا أُنَاسٌ دِينُ ذِي الْعِشْقِ عِنْدَنَا

  • إِذَا لَمْ يَمُتْ فِيْهِ قَضَى وَهْوَ كَافِرُ

  • خوَلَمْ يُرْضينَا في الحُبِّ شقُّ جُيوُبِنَا

  • إذا نحنُ لمْ تنشقَّ منَّا المرائرُ

  • لَقِينَا الْمَنَايَا قَبْلَ نَلْقَى سُيُوفَهَا

  • تُسَلُّ مِنَ الأَجْفَانِ وَهْيَ نَوَاظِرُ

  • نروعُ المواضي وهي بيضٌ فواتكٌ

  • وَنُشْفِقُ مِنْهَا وَهْيَ سُودٌ فَوَاتِرُ

  • وَنَخْشَى رِمَاحَ الْمَوْتِ وَهْيَ مَعَاطِفٌ

  • وَنَسْطُو عَلَيْهَا وَهْيَ سُمْرٌ شَوَاجِرُ

  • نَعُدُّ الْعَذَارَى مِنْ دَوَاهِي زَمَانِنَا

  • وَأَقْتَلُهَا أَحدَاقُهَا وَالْمَحَاجِرُ

  • وَنَشْكُو إِلَيْهَا دَائِرَاتِ صُرُوفِهِ

  • وأعظمها أطواقها والأساورُ

  • لنا قدرٌ في دفعِ كلِّ ملمَّة ٍ

  • تُلِمُّ بِنَا إِلاَّ الْنَوَى وَالتَّهَاجُرُ

  • وَلَيْسَ لَنَا لَذْعُ الأَفَاعِي بِضَائِرٍ

  • إذا لمْ تظافرنا عليهِ الظّفائرُ

  • أَلَمْ يَكْفِ هَذَا الدَّهْرُ مَا صَنَعَتْ بِنَا

  • لياليهِ حتّى ساعدتها الغدائرُ

  • رعى اللهُ حيّاً بالحمى لم تزلْ بهِ

  • تُعَانِق آرَامَ الْخُدُودِ الْخَوَادِرُ

  • تَمِيلُ بِقُمْصَانِ الْحَدِيدِ أُسُودُهُ

  • وتمرحُ في وشيِ الحريرِ الجآذرُ

  • حمتهُ بطعناتِ الخواطرِ دونهُ

  • قددُ الغوانيْ والرّماحُ الخواطرُ

  • محلٌّ بهِ الأغصانُ تحملُ عسجداً

  • وَتَنبتُ مَا بَيْنَ الشِّفَاهِ الْجَوَاهِرُ

  • وتلتفُّ منْ فوقِ الغصونِ وتلتوي

  • على مثلِ أحقاءِ اللّجينِ المآزرُ

  • تَظُنُّ عَلَيْهِ أَلَّفَتْ أَنْجُمَ الدُّجَى

  • يَدَا نَاظِمٍ أَوْ فَرَّقَ الدُّرَّ نَاثِرُ

  • ملاعبهُ هالاتهُ وبيوتهُ

  • بُرُوجُ الدَّرارِي وَالْنَوَادِي الدَّوَائِرُ

  • وَحَيَّا الْحَيَا فِيْهِ وُجُوهاً إِذَا انْجَلَتْ

  • تُعِيدُ ضِيَاءَ الصُّبْحِ وَاللَّيْلُ عَاكِرُ

  • وجوهاً ترى منها بدوراً تعممتْ

  • ومنها شموساً قنّعتها الدّياجرُ

  • تَرَدَّدَ مَاءُ الْحُسْنِ بَيْنَ خُدُودِهَا

  • فأصبحَ منها جارياً وهوَ حائرُ

  • فديتهمْ منْ أسرة ٍقد تشاكلتْ

  • مهاجرهمْ في فتكها والخناجرُ

  • إِذَا مِنْ مَوَاضِيهِمْ نَجَا قَلْبُ زَائِرٍ

  • فمنْ بيضهمْ ترديهِ سودٌ بواترُ

  • أقاموا على الأبوابِ حجّابَ هيبة ٍ

  • فَلَمْ يَغْشَهُمْ لَيْلاً سِوَى النَّوْمِ زَائِرُ

  • فلولاهمُ لم يصبِ صوتٌ لمنشدٍ

  • وَلاَ هَزَّ أَعْطَافَ الْمُحِبِّينَ سَامِرُ

  • وَلَوْلاَ غَوَالِي لُؤْلُوءِ فِي نُحُورِهِمْ

  • وَأَفْوَاهِهِمْ لَمْ يُحْسِنِ النَّظْمَ شَاعِرُ

  • فما الحسنُ إلا روضة ٌ ذاتُ بهجة ٍ

  • وما همُ إلا وردها والأزاهرُ

  • لَقَدْ جَمَعَ اللهُ الْمَحَاسِنَ فِيهِمِ

  • كَمَا اجْتَمَعَتْ بِابْنِ الْوَصِيِّ الْمَفَاخِرُ

  • سَلِيلُ عَلِيَّ الْمُرْتَضَى وَسَمِيَّهُ

  • كَرِيمٌ أَتَتْ فِيْهِ الْكِرَامُ الأَكَابِرُ

  • عَزيزٌ لَدَى الْمِسْكِينِ يُبْدِي تَذَلُّلاً

  • وتسجدُ ذلاً إذ تراهُ الجبابرُ

  • منيرٌ تجلّى في سماواتِ رفعة ٍ

  • كَوَاكِبُهَا أَخْلاَقُهُ وَالْمَآثِرُ

  • مليكٌ أقامَ اللهُ في حملِ عرشهِ

  • مُلُوكاً هُمُ أَبْنَاؤُهُ وَالْعَشَائِرُ

  • عظيمٌ يضيقُ الدّهرُ عنْ كتمِ فضلهِ

  • فلو كانَ سرّاً لمْ تسعهُ الضّمائرُ

  • فَمَا الْمَجْدُ إِلاَّ حُلَّة ٌ وَهْوَ ناسِجٌ

  • وما الحمدُ إلا خمرة ٌ وهوَ عاصرُ

  • يُسِرُّ الْعَطَايَا وَهْوَ ذُو شَغَفٍ بِهَا

  • وَهَيْهَاتِ تَخْفَى مِنْ مُحِبٍّ سَرَائِرُ

  • يُحَدّثُ عَنْهُ فَضْلُهُ وَهْوَ صَامِتٌ

  • وَيَخْفَى نَدَاهُ وَهُوَ فِي الْخَلْقِ ظَاهِرُ

  • يغصُ العدا في ذكرهِ وهوَ طيّبٌ

  • وكمْ طيذبٍ فيهِ تغصُّ الخناجرُ

  • إِذَا اشْتَدَّ ضِيقُ الأَمْرِ بَانَ ارْتِخَاؤُهُ

  • وهلْ تحدثُ الصّهباءُ لولا المعاصرُ

  • غَمَامٌ إِذَا ضَنَّ الْغَمَامُ بِجَوْدِهِ

  • توالتْ علينا منْ يديهِ المواطرُ

  • فَأَيْنَ الْجِبَالُ الشُّمُّ مِنْ وَزْنِ حِمْلِهِ

  • وَمِنْ فَتْكِهِ أَينَ الأُسُودُ الْقَسَاوِرُ

  • وَأَيْنَ ذَوُوا الرَّايَاتِ مِنْهُ إِذَا سَطَا

  • وما كلُّ خفّاقِ الجناحينِ كاسرُ

  • همامٌ أعادَ المجدَ بعدَ مماتهِ

  • وَجَدَّدَ رَسْمَ أَلْجُودِ والْجُودُ دَاثِرُ

  • وَوَرَّدَ وَجْنَاتِ الظُّبَى وَتَسَوَّدَتْ

  • ببيضِ عطايا راحتيهِ الدّفاترُ

  • لهُ شيمٌ تصحو فتفني حطامهُ

  • هِبَاتٌ كَمَا تُفْنِي الْعُقُولَ الْمَسَاكِرُ

  • فَكَمْ هَمَّ فِي عَثْرِ الْمَنَايَا إِلَى الْمُنَى

  • فجازَ عليها والسّيوفُ القناطرُ

  • وكمْ وقفة ٍ معروفة ٍ في العدا لهُ

  • لَهَا مَثَلٌ فِي سَائِرِ النَّاسِ سَائِرُ

  • وكمْ مَوقفٍ أثنتْ صُدورَ القَنايه

  • عليهِ وذمّتهُ الكلى والخواصرُ

  • ولمْ أنسَ في الميناتِ يومَ تجمّعتْ

  • قبائلُ أحزابِ العدا والعشائرُ

  • عَصَائِبُ بَدْوٍ أَخْطَأُوا بَادِىء الْهَوَى

  • فراموهُ بالخذلانِ واللهُ ناصرُ

  • تمنّوا محالاً لا يرامُ وخادعوا

  • وَقَدْ مَكَرُوا وَاللهُ بِالْقَوْمِ مَاكِرُ

  • أَصَرُّوا علَى الْعِصْيَانِ سِرّاً وَأَظْهَرُوا

  • لهُ طاعة ً والكلُّ بالعهدِ غادرُ

  • وقدْ جحدوا نعمى عليٍّ وأنكروا

  • كَمَا جَحَدُوا نَصَّ الْقَدِيرِ وَكَابَرُوا

  • توالوا على عزلِ الوصيِّ ضلالة ً

  • وَقَدْ حَسَّنُوا الْشُوْرَى وَفِيْهَا تَشَاوَرُوا

  • شَيَاطِينُ إِنْسٍ جُمِّعُوا حَوْلَ كَاهِنٍ

  • وأمّة ُ غيٍّ بينها قامَ ساحرُ

  • فقامَ إليهمْ إذْ بغوا أدعياؤهُ

  • رُعَاة ٌ بِهَا تَجْرِي الْعِتَاقُ الصَّوَارِمُ

  • وَكُلُّ فَتى ً مِثْلُ الشِّهَابِ إِذَا ارْتَمْى

  • غدا لشياطينِ العدا وهوَ داحرُ

  • وَفُرْسَانُ حَرْبٍ مِنْ بَنيهِ إِلَى الْعِدَا

  • مَوَارِدُهُمْ مَعْرُوفَة ٌ وَالْمَصَادِرُ

  • أسودٌ إذا ما كشّرَ الحربُ نابهُ

  • سطوا والظّبا أنيابهمْ والأظافرُ

  • يهزّونَ في نارِ الوغى كلَّ جدولٍ

  • يَمْوجُ بِهِ بَحْرٌ مِنَ الْمَوْتِ زَاخِرُ

  • هُمُ عَشْرَة ٌ فِي الفَضْلِ كَامِلَة ٌ لَهُمْ

  • مَآثِرُ فَخْرٍ لِلنُّجُومِ تُكَاثِرُ

  • بهمْ شغفتْ منهُ الحواسُ معَ القوى

  • فصحّتْ لهُ أعضاؤهمْ والعناصرُ

  • همُ جمراتُ الحربِ يومَ حروبهِ

  • وَفِي السِّلْمِ أَسْنَى سَمْعِهِ والْمَحَاجِرُ

  • إذا شرفوا فوقَ السّروجِ حسبتهمْ

  • بدورَ تمامٍ للمعالي تبادرُ

  • فمنْ شئتَ منهمْ فهوَ في السّبقِ أوّلٌ

  • وَمَنْ شِئْتَ منهْمُ فَهْوَ في الِعزِّ آخِرُ

  • فَلَّمَا الْتَقَى الجَمْعَانِ وَانْكَشَفَ العِطَا

  • وقدْ غابَ ذهنُ المرءِ والموتُ حاضرُ

  • وَقَدْ حَارَتِ الأَبْصَارُ فالْكُلُّ شَاخِصٌ

  • على وجناتِ الموتِ والرّيقُ غائرُ

  • وأضحتْ نفوسُ الشّوسِ وهيَ بضائعٌ

  • بِسُوقِ الرَّدَى وَالْمَكْرُمَاتُ الْمَتَاجِرُ

  • سطا وسطوا في إثرهِ يلحقونهُ

  • يُريدُونَ أَخْذَ الثَّارِ وَالنَّقْعُ ثائِرُ

  • وَصَالَ وَصَالُوا كالأُسُودِ عَلَى الْعِدَا

  • فَفَرُّوا كَمَا فَرَّتْ ظِبَاءٌ نَوَافِرُ

  • فَكَمْ تَرَكُوا مِنْهُمْ هُمَاماً عَلَى الثَّرَى

  • طريحاً ومنهُ الرّأسُ بالجوِّ طائرُ

  • فَلَمْ يَخْلُ مِنْهُمْ هَارِبٌ مِنْ جِرَاحَة ٍ

  • فَإِنْ قِيْلَ فِيهِمْ سَالِمٌ وَهْوَ نَادِرُ

  • تولّوا وخلّوا غانياتِ خدورهمْ

  • مبرقعة ً بالذّلِّ وهي سوافرُ

  • تنادي ولا فيهمْ سميعٌ يجيبها

  • فَتَلْطِمُ حُزُنْاً وَالْرُّؤُّوسُ حَوَاسرُ

  • فصاحتْ بأعلى الصّوتِ يا حامي الحمى

  • الْحِمَى لعَفْوُكَ مَأْمُونٌ مِمَّا تُحاذِرُ

  • فردَّ عليها سترها بعدَ هتكهِ

  • وبشّرها بالأمنِ ممّا تحاذرُ

  • وَأَمْسَتْ لَدَيْهِ في أَتَمِّ صِيَانَة ٍ

  • وَإِنْ عَظُمَتْ مِنْ فَوْقِهِنَّ الْجَرائِرُ

  • فتباً لهمْ منْ معشرٍ ضلَّ سعيهمْ

  • وقدْ عميتْ أبصارهمْ والبصائرُ

  • لَقَدْ ضَيَّعُزا مَا اللهُ بِاللَّوْحِ حَافِظٌ

  • وَقَدْ كَشَفُوا ما الله بالْغَيْبِ سَايرُ

  • أَلاَ فَاسْمَعُوا يَا حَاضِرُونَ نَصِيحَة ً

  • تصدّقها أعرابكمْ والحواضرُ

  • عظيمُ ملوكِ الفرسِ ترفُ قدرهُ

  • وَتَغْبِطُهُمْ فيْهِ وَفيْكَ الْقَيَاصِرُ

  • لقدْ شنّفَ الأسماعَ درَّ حديثهِ

  • وشَمَّتْ فَتِيقَ الْمِسْكِ مِنْهُ المَنَاخِرُ

  • فشكراً لربّي حيثُ حفّكَ لطفهُ

  • بِنَصْرٍ وَحَسْبِي أَنَّكَ الْيَوْمَ ظَافِرُ



أعمال أخرى ابن معتوق



المزيد...

العصور الأدبيه



تجنب هذه الأخطاء عند شراء شقتك